النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[معاني اللام]

صفحة 1083 - الجزء 2

  وجعل منه {يَسْعى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ}⁣(⁣١) أي من أيمانهم، ومعنى (على) نحو: {مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطارٍ}⁣(⁣٢) ومعنى (من) نحو: {عَيْناً يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللَّهِ}⁣(⁣٣) أي منها.

[معاني اللام]

  قوله: (واللام للاختصاص) ذكر لها خمسة معاني، الأول: الاختصاص وهو أصل معانيها ويدخل فيه الملك نحو: (المال لزيد) والتمليك نحو:

  (وهبت لزيد) وشبه الملك نحو: (لزيد عمّ) و (لزيد خال) وشبهة التمليك نحو: (السراج للدابة) و {جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً}⁣(⁣٤) والمعدّية: (قلت لزيد)، ولام الاستغاثة، (للمسلمين لزيد) ولام التعجب في غير القسم نحو: (يا للماء) و (يا للدواهي).

  الثاني قوله: (للتعليل)، وهي حقيقي نحو: (جئت للسمن) و (أسلمت لدخول الجنة)، ومجاز نحو: {وَلَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ}⁣(⁣٥) وهي المسماة لام العاقبة.

  الثالث قوله: (وزائدة)⁣(⁣٦) لم يذكرها سيبويه وذكرها المبرد⁣(⁣٧) وزيادتها


(١) الحديد ٥٧/ ١٢، وتمامها: {يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ يَسْعى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ بُشْراكُمُ الْيَوْمَ ...}.

(٢) آل عمران ٣/ ٧٥، وتمامها: {وَمِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينارٍ لا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ ...}.

(٣) الإنسان ٧٦/ ٦، وتمامها: {عَيْناً يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَها تَفْجِيراً}

(٤) النحل ١٦/ ٧٢، وتمامها: {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْواجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً}

(٥) الأعراف ٧/ ١٧٩، وتمامها: {وَلَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِها وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِها وَلَهُمْ آذانٌ لا يَسْمَعُونَ بِها أُولئِكَ كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ...}.

(٦) ينظر لمعانيها شرح التسهيل السفر الثاني ٢/ ٤٠٣ وما بعدها، وشرح الرضي ٢/ ٣٢٨، والمغني ٣٠٠ وما بعدها.

(٧) ينظر المقتضب ٤/ ٤٢١.