النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[شروط عمله]

صفحة 842 - الجزء 2

  قوله: (ماضيا وغيره)⁣(⁣١) يعني أنه يعمل عمل فعله ماضيا كان أو حالا أو مستقبلا، لأن عمله لوقوعه موقع أن والفعل، لا لمشابهته بفعل معين كاسم الفاعل، وقال بعض المتأخرين: لا يعمل ماضيا كاسم الفاعل والمفعول، وقال بعضهم لا يعمل حالا لتعذر تقديره، لأنها للاستقبال، وأجيب بأنها تقدر (أن) حيث يصح و (ما) حيث لا تصح (أن)، وما ذكرت (أن) دون (ما) لأنها أشهر حروف المصدر، واختلف هل يعمل المصدر عمل ما لم يسم فاعله، فأجازه أكثر البصريين⁣(⁣٢) تقول (عجبت من أكل الطعام) أي (من أن أكل الطعام)، ومنع بعضهم من ذلك قيل:

  وهو الصحيح: لأنه يلتبس نحو: (عجبت من ضرب زيد) أفاعل هو أم قائم مقام الفاعل؟ لأن صيغة المصدر واحدة بخلاف اسم الفاعل والمفعول، وأجازه بعضهم فيها لا يلتبس دون ما يلتبس.

[شروط عمله]

  قوله: (إذا لم يكن مفعولا مطلقا) المصدر يعمل بشروط أربعة.

  الأول: أن لا يكون مفعولا مطلقا نحو: (ضربت ضربا زيدا) فإنه لا يعمل لتعذر تقدير (أن) والفعل، فإن قيل: فقد عمل نحو: (ضربته ضرب الأمير اللصّ) أجيب بأن العمل للمصدر المقدر بأن والفعل، فإن قيل فقد عمل نحو: (ضربته ضرب الأمير اللص) حذف المفعول المطلق وأقيمت صفته مقامه ثم حذف (مثل) وأقيم المضاف إليه مقام المصدر في الإعراب.


(١) قال المصنف في شرحه ٩٢: يعني أنه لا يشترط فيه زمن الحال والاستقبال كما في اسم الفاعل بل يعمل مطلقا تقول: أعجبني ضرب زيد أمس كما تقول الآن أو غدا وإنما اشترط الزمان في اسم الفاعل ليقوي الشبه.

(٢) ينظر رأي البصريين في شرح الرضي ٢/ ١٩٦ - ١٩٧.