حرف الردع
حرف الردع
[كلا ومعناها]
  قوله: (حرف الردع (كلّا)(١) وبمعنى حقّا)(٢) يعني أن ل (كلّا) معنيين، أحدهما الردع والزجر، وذلك حيث يكون ما قبلها منكرا، قال تعالى: {رَبِّي أَهانَنِ ١٦ كَلَّا}(٣) أي ليس الأمر على ما ذكرت، وكذلك إذا قيل: فلانا شتمك؛ كلا أي ارتدع، وقد تكون لنفي الإجابة نحو: {رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ كَلَّا}(٤) أي لا تجاب، وهل يوقف عليها إذا كانت للردع أولا؟ حكي عن ثعلب(٥) أنه لا يوقف عليها في جميع القرآن لأنها جواب، والفائدة فيما بعدها، وحكي عن ابن برهان(٦) أنه يوقف عليها في جميع القرآن لأنها بمعنى انتبه، إلا في قوله تعالى:
  {كَلَّا وَالْقَمَرِ}(٧) فإنه لا يوقف عليها [ظ ١٤٩] دون القسم، وحكي عن
(١) ينظر الكتاب ٤/ ٢٣٥، والمفصل ٣٢٥، وشرح المصنف ١٣٣، وشرح الرضي ٢/ ٤٠٠، ورصف المباني ٢٨٧، والجنى الداني ٥٧٧ وما بعدها، والمغني ٢٤٩ وما بعدها.
(٢) في الكافية المحققة زيادة وهي (وقد جاء).
(٣) الفجر ٨٩/ ١٦ - ١٧، وتمامها: {وَأَمَّا إِذا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهانَنِ كَلَّا بَلْ لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ}.
(٤) المؤمنون ٢٣/ ٩٩ - ١٠٠، وتمامها: {... كَلَّا إِنَّها كَلِمَةٌ هُوَ قائِلُها وَمِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ}.
(٥) ينظر شرح المفصل ٩/ ١٦.
(٦) ينظر رأي ابن برهان في شرح المفصل ٩/ ١٦، وهو موافق لرأي ابن برهان دون أن ينسبه إليه.
(٧) المدثر ٧٤/ ٣٢.