النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[الفاء]

صفحة 1147 - الجزء 2

  وقال كثير من الفقهاء، وقطرب وثعلب وابن درستويه وحكي عن الكسائي والفرّاء إنها تفيد الترتيب⁣(⁣١) واحتجوا بآية الوضوء، وردّ بأن الترتيب أخذ من السّنة، وبقول ابن عباس لما سئل في قوله: {إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ}⁣(⁣٢) أيّهما نقدم؟ فقال قدموا ما قدم اللّه⁣(⁣٣)، ورد بأن الواو أفادت لما سألوا أيهما نقدم، وهم عرب. والواو لها معان ثمانية:⁣(⁣٤) عاطفة وهي هذه، وجامعة واو المفعول معه، وللتقسيم، نحو: الكلمة اسم وفعل وحرف، وواو قسم، وواو (ربّ)، واو الحال، وهي واو الابتداء، وناصبة للفعل، وزائدة وهي واو الثمانية نحو: {وَثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ}⁣(⁣٥).

[الفاء]

  قوله: (والفاء للترتيب)، يعني بغير مهملة، وهو مذهب الجمهور⁣(⁣٦)، نحو قوله تعالى: {ثُمَّ أَماتَهُ فَأَقْبَرَهُ}⁣(⁣٧). إلا أن المهملة تختلف بحسب الإضافات، فقد يقرب الشيء وإن كان بعيدا بالنسبة إلى عظم الأمر، وقدرته على إيجاده بغير مهملة، أو بالنسبة إلى ما هو أبعد منه، ويبعد


= منها البحر ولها طريقان فكل من سلكها كان مصيبا للوصول إلى هرشى.

والشاهد فيه قوله: (كلا جانبي هرشى لهن طريق) وهو الشاهد على صحة التقديم والتأخير وكلاهما صواب لأن من يسلك أي الطريقين يصل إلى هرشى.

(١) وقد ذكر هؤلاء المرادي صاحب الجنى الداني ١٥٨ - ١٥٩، وهمع الهوامع ٥/ ٢٢٤.

(٢) البقرة ٢/ ١٥٨.

(٣) ينظر شرح المفصل ٨/ ٩٣.

(٤) ينظر معاني الواو في المصادر التالية: المفصل ٣٠٤، وشرح الرضي ٢/ ٣٦٤ وما بعدها، والرصف ٤٧٣ وما بعدها، والجنى الداني ١٥٨ وما بعدها، والمغني ٤٦٣ وما بعدها. ومعاني الحروف للرماني ٥٩.

(٥) الكهف ١٨/ ٢٢ وتمامها: {وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ ...}.

(٦) للتفصيل ينظر الكتاب ٤/ ٢١٧ والمقتضب ١/ ١٤٨، والمفصل ٣٠٤، وشرحه لابن يعيش ٨/ ٩٥، وشرح الرضي ٢/ ٣٦٥، ورصف المباني ٤٤٠، والجنى الداني ٦١، والمغني ٢١٤، وحروف المعاني ٤٨.

(٧) عبس ٨٠/ ٢١.