النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

حروف الإيجاب

صفحة 1172 - الجزء 2

حروف الإيجاب

[وجه تسميتها]

  قوله: (حروف الإيجاب) إنما سميت حروف إيجاب نظرا إلى (بلى) و (إي)، لأنهما يوجبان النفي، وتسمى حروف التصديق نظرا إلى (نعم) و (أجل) و (إنّ).

[اداتها وموارد استعمالاتها]

  قوله: (نعم)⁣(⁣١) فيها لغات أفصحها (نعم) كوزن (فرس) وبعدها كوزن (كتف) وبعدها (نعم) كوزن إبل، وبعدها (نحم) بقلب العين حاء مفتوحة.

  قوله: (مقررّة لما سبقها) أي تثبته كما هو، نفيا كان أو إثباتا، استفهاما كان أو خبرا، جملة فعلية أو اسمية، يقول القائل: (أجاء زيد) فتقول: (نعم ما جاء زيد) فتقول: (نعم، أقام زيد) فتقول: (نعم، ألم يقم زيد) فتقول: (نعم) لكنها لا تكون إلا في جواب الاستفهام بالأسماء، لا تصح نعم في جواب من قام؟⁣(⁣٢) وإنما تختص في جواب الاستفهام بالحروف [و ١٤٣] وهي (الهمزة) و (هل) و (أم).


(١) ينظر لغات نعم في اللسان مادة نعم ٦/ ٤٤٨٣، وشرح الرضي ٢/ ٣٨٢.

(٢) قال الرضي في شرحه ٢/ ٣٨١ - ٣٨٢: ف (نعم) بعد الاستفهام ليست للتصديق، لأن التصديق إنما يكون للخبر، والأولى أن يقال: هي بعد الاستفهام لإثبات ما بعده أداة الاستفهام نفيا كان أو إثباتا ومن ثم قال ابن عباس ®: لو قالوا في جواب (ألست بربكم) نعم لكان كفرا فيصح بهذا الاعتبار أن يقال لها حرف الإيجاب أي إثبات ما بعد حرف الاستفهام).