النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[حذف نونه للإضافة]

صفحة 825 - الجزء 2

  واحتجوا بقوله:

  [٥٣٢] منا الذي هو ما إن طرّ شاربه ... والعانسون ومنا المرد والشيب⁣(⁣١)

  الخامس قوله: (أن لا تكون الصفة بتاء تأنيث نحو علّامة ونسّابة) وفرقوه ومثلوا له، فإنه لا يجمع بالواو والنون لما لم يكن مذكرا، بل نقول (رجال علامة)، ولأن المراد بهذه التاء المبالغة، فإذا زالت زال المقصود بها خلافا للكوفيين⁣(⁣٢)، فإنهم يجيزون جمعه كما أجازوا جمع (طلحة)، وإنما خصوا المذكر العاقل وصفاته بالواو والنون دون غيره لشرفة، لأن المذكر أشرف، والمعين أشرف من غير المعين، وأولوا العلم أشرف من غيرهم، فاحترموه من التغيير لذلك، لأنه يعلم من المفرد من غير لبس.

[حذف نونه للإضافة]

  قوله: (وتحذف نونه للإضافة)⁣(⁣٣) لأنها بمثابة التنوين كما في المثنى تقول (مسلمو زيد) وقد تحذف لتقصير الصلة، نحو:

  [٥٣٣] الحافظون عورة العشيرة⁣(⁣٤) ... ... -


(١) البيت من البسيط، وهو لأبي قيس بن رفاعة في إصلاح المنطق ٣٤١، ولأبي قيس بن الأسلت في الدرر ١/ ١٣١، وينظر شرح التسهيل السفر الأول ١/ ٩٣، وأمالي القالي ٢/ ٦٧، وسر صناعة الأدب ٦٨٣، ومغني اللبيب ٤٠٠، وشرح شواهد المغني ٢/ ٧١٦، وأمالي بن الشجري ٢/ ٢٣٨، وهمع الهوامع ١/ ١٥٣، والمقاصد النحوية ١/ ١٦٧.

والشاهد فيه قوله: (والعانسون) حيث أطلق على المذكر وجمع جمع تصحيح والمشهور استعماله على المؤنث، والكوفيون يجوزون جمع الصفة بالواو والنون إذا كانت غير قابلة للتاء محتجين بهذا البيت، ينظر الهمع ١/ ١٥٣.

(٢) ينظر شرح الرضي ٢/ ١٨١.

(٣) ينظر شرح الرضي ٢/ ١٨٣.

(٤) سبق تخريجه في الصفحة ٦٥٦.