النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[الحروف المشبهة]

صفحة 1111 - الجزء 2

  (رؤية خير)، إذا قيل: كيف أصبحت؟ وقوله: (كيف أنت؟) فقلت خيرا، أي بخير، واللام في (لاه أبوك)، أي (للّه أبوك)، وأما بيان ما تتعلق به الحروف، فهي تتعلق بموجود، أو ما في حكم الموجود، أو بمحذوف في الموجود، نحو: (مررت بزيد)، والذي في حكم الموجود فنحو: التهاني والتعازي والأقسام والبسملة، وفي (ربّ) إذا استغني بصفاتها عن التعليق، كقولهم: (بالرفاه والبنين)⁣(⁣١)، و (بأبي وأمي)، و (باللّه وو اللّه وتاللّه).

  [٧٥٠] للّه يبقى على الأيام ذوحيد⁣(⁣٢) ... ...

  وللّه، (وربّ رجل لقيته)، والمحذوف حيث يكون خبر المبتدأ نحو: (زيد من الكرام)، أو صفة لموصوف، نحو: (هذا رجل من الكرام)، أو صلة لموصول نحو: (هذا الذي من الكرام)، أو حالا لذي حال نحو: (هذا زيد من الكرام)، أي استقر أو مستقر، حذف المتعلّق وأقيم الجار والمجرور مقامه، ونقل الضمير الذي في المتعلق إليه أو حذف على الخلاف.

[الحروف المشبهة]

  قوله: (الحروف المشبهة)⁣(⁣٣) لو قال (الأحرف) كان أولى، لأنها جمع قلة، وأجيب بأنه نظر إلى لغات (لعل) وإليها إذا خفضت، كفّت ب (ما) وإنما سميت مشبهة، لأنها عملت عمل الفعل، ووجوه الشبه أنها على أحرف فصاعدا، وإن آخرها مفتوح، ودخول نون الوقاية، واتصال ضمائر


(١) ينظر اللسان مادة (رفا) ٣/ ١٦٩٨ - ١٦٩٩.

(٢) سبق تخريجه برقم ٧١٩.

(٣) قال المصنف في شرحه ١٢٢: ووجه شبهها بالفعل المتعدي أنها تقتضي أمرين كما أن الفعل المتعدي يقتضي فاعلا ومفعولا، فأعلمت في متعلقيها كإعمال الفعل المتعدي في متعلقيه وينظر الرصف ١٩٩.