النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[صيغه]

صفحة 839 - الجزء 2

  والمصدر مؤكد له، والعامل قبل المعمول والمؤكد قبل المؤكد، وقال بعض المتأخرين كل واحد منهما أصل برأسه ولأنا قد وجدنا أفعالا لا مصادر لها كالتي لا تصرف ك (يذر) و (يدع)، ومصادر لا أفعال لها ك (ويحه) و (ويسه) والأبوة والأخوة ونحوه.

  قوله: (اسم الحدث)⁣(⁣١) جنس يدخل فيه المصدر واسم المصدر والمراد بالحدث كل معنى حصل بعد أن لم يكن.

  قوله: (الجاري على الفعل) ومراده الذي له فعل يصح أن يجري عليه بيانا لمدلوله مثل: (ضربت ضربا)، وقد أورد على حده سؤالان:

  أحدهما القدم والعدم والاستحالة، فإنها مصادر وليست باسم حدث، الثاني: المصادر التي لا أفعال لها ك (ويحه) و (ويله) قال الوالد: ويمكن أن يجاب بأنه أراد لفظا أو تقديرا. الثالث: أسماء الأفعال تدخل في الحدث لأنها اسم للحدث.

  الرابع قوله: (الجاري) لفظة مشتركة لا تصلح للتحديد، لأنه قد يراد به الجاري في الاشتقاق، ويراد به الموافق في عدد الحروف، والحركات والسكنات، ويراد به الوقوع بعده خبرا أو غيره.

[صيغه]

  قوله: (وهو من الثلاثي سماع)⁣(⁣٢) يعني أن المصدر الثلاثي سماع لا


(١) قال الرضي في شرحه ٢/ ١٩١: (يعني بالحدث معنى قائما بغيره سواء صدر عنه كالضرب والمشي أو لم يصدر كالطول والقصر). والجاري في كلامهم يستعمل في أشياء يقال هذا المصدر جار على هذا الفعل أي أصل له ومأخذ اشتق منه، فيقال في حمدت حمدا إن المصدر جار على فعله.

(٢) ينظر شرح المصنف ٩٢، وشرح الرضي ٢/ ١٩٢، وشرح المفصل ٦/ ٤٧ وما بعدها ...