خبر ما ولا المشبهتين بليس
خبر ما ولا المشبهتين بليس
  قوله: (خبر ما ولا المشبهتين بليس) هذا سابع المشبهة وقد تقدمت وجوه الشبه، وهما عند البصريين(١) عاملتان في الاسم والخبر، وقال الكوفيون: الاسم مرتفع بالابتداء والخبر منتصب بإسقاط الباء.
  قوله: (هو المسند) جنس الحد، قوله: (بعد دخولهما) خرج سائر المسندات. قوله: (وهي لغة أهل الحجاز) يعني رفعهما للاسم ونصبهما الخبر(٢) وبه ورد التنزيل، قال تعالى: {ما هذا بَشَراً}(٣) {ما هُنَّ أُمَّهاتِهِمْ}(٤) خلافا لبني تميم، فإنهم يرفعون ما بعدهما على الابتداء والخبر، وكان الأولى أن يذكر الشيخ معهما (إن) النافية، فإن قيل: تركها لكونها شاذة، فكذلك لا شاذة، و (إن) النافية مثالها {إِنْ كانَتْ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً}(٥) وأكثر النحاة لا يعرفون خلافا في عمل (لا) عند الحجازيين بل عملها على كلتا اللغتين.
(١) ينظر الخلاف في المسألة في الإنصاف ١/ ١٦٥.
(٢) ينظر شرح ابن عقيل ١/ ٣٠٢.
(٣) يوسف ١٢/ ٣١ (فلما رأينه وأكبرنه وقطعن أيديهن وقلن حاش للّه ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم).
(٤) المجادلة ٣٣/ ٢ وتمامها: {الَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسائِهِمْ ما هُنَّ أُمَّهاتِهِمْ إِنْ أُمَّهاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ ...}.
(٥) يس ٣٦/ ٢٩ وتمامها: {إِنْ كانَتْ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً فَإِذا هُمْ خامِدُونَ}