النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

خبر ما ولا المشبهتين بليس

صفحة 516 - الجزء 1

خبر ما ولا المشبهتين بليس

  قوله: (خبر ما ولا المشبهتين بليس) هذا سابع المشبهة وقد تقدمت وجوه الشبه، وهما عند البصريين⁣(⁣١) عاملتان في الاسم والخبر، وقال الكوفيون: الاسم مرتفع بالابتداء والخبر منتصب بإسقاط الباء.

  قوله: (هو المسند) جنس الحد، قوله: (بعد دخولهما) خرج سائر المسندات. قوله: (وهي لغة أهل الحجاز) يعني رفعهما للاسم ونصبهما الخبر⁣(⁣٢) وبه ورد التنزيل، قال تعالى: {ما هذا بَشَراً}⁣(⁣٣) {ما هُنَّ أُمَّهاتِهِمْ}⁣(⁣٤) خلافا لبني تميم، فإنهم يرفعون ما بعدهما على الابتداء والخبر، وكان الأولى أن يذكر الشيخ معهما (إن) النافية، فإن قيل: تركها لكونها شاذة، فكذلك لا شاذة، و (إن) النافية مثالها {إِنْ كانَتْ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً}⁣(⁣٥) وأكثر النحاة لا يعرفون خلافا في عمل (لا) عند الحجازيين بل عملها على كلتا اللغتين.


(١) ينظر الخلاف في المسألة في الإنصاف ١/ ١٦٥.

(٢) ينظر شرح ابن عقيل ١/ ٣٠٢.

(٣) يوسف ١٢/ ٣١ (فلما رأينه وأكبرنه وقطعن أيديهن وقلن حاش للّه ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم).

(٤) المجادلة ٣٣/ ٢ وتمامها: {الَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسائِهِمْ ما هُنَّ أُمَّهاتِهِمْ إِنْ أُمَّهاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ ...}.

(٥) يس ٣٦/ ٢٩ وتمامها: {إِنْ كانَتْ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً فَإِذا هُمْ خامِدُونَ}