النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[وجه تسميتها وموارد استعمالاتها]

صفحة 1194 - الجزء 2

حرف التوقيع

[وجه تسميتها وموارد استعمالاتها]

  قوله: (حرف التوقيع)⁣(⁣١) إنما سمي (توقع) لأنه لا بد يخبر به عمّن يتوقع الإخبار، فإذا دخل على الماضي قرّبه من الحال نحو: (جاء زيد وقد ضحك) لأن الماضي ينافي الحال، فأتوا ب (قد) ليؤذن بأن المراد من الماضي ما قرب من زمن الحال، وقد يكون في الماضي التوقيع نحو: (قد قامت الصلاة لمن يتوقعها)، وقد يسمى حرف تقريب لهذا الاعتبار⁣(⁣٢).

  قوله: (وهو في المضارع للتقليل) نحو قولهم: (إن الكذوب قد يصدق) وقد تكون للتحقيق مخبرا عن معنى التقليل، نحو: {قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ}⁣(⁣٣) و {قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ}⁣(⁣٤) وقد تكون للتكثير مع التحقيق نحو:

  [٨١٩] قد أترك القرن مصفّرا أنامله ... كأن أثوابه مجت بفرصاد⁣(⁣٥)


(١) في المحققة التوقع بدل التوقيع وهو الصواب من حيث الاشتقاق والمعنى.

(٢) ينظر شرح الرضي ٢/ ٣٨٨.

(٣) الأحزاب ٣٣/ ١٨، وتمامها: {قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقائِلِينَ لِإِخْوانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنا وَلا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا}.

(٤) الأنعام ٦/ ٣٣، وتمامها: {... لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآياتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ ...}.

(٥) البيت من البسيط، وهو لعبيد بن أبي الأبرص في ديوانه ٤٩، ونسبه سيبويه في الكتاب للهذلي