[في (وحاشا وعدا وخلا]
  منذ شهرنا ومنذ يومنا](١) [ظ ١٣٥] يعني أن لهما معنيين أحدهما:
  الابتداء في الزمن الذي مضى نحو: (ما رأيته مذ يوم الجمعة) فهما هنا لابتداء الغاية بمعنى (من) ولا يكونان بمعناها حتى يكون الزمن مفردا معرفة ماضية. الثاني: بمعنى (في) وذلك في الزمن الحاضر المعرفة كاليوم والشهر والليلة والحين والساعة والآن، أو ما أضفته إلى نفسك، وأشرت إليه بالقرب، نحو: (ما رأيته مذ اليوم)، أو (مذ الشهر)، أو (مذ يومنا)، أو (مذ هذا اليوم)، هذا إذا كان بمعنى أول المدة، فإن كانا بمعنى جميعها، نحو: (ما رأيته منذ أربعة أيام)، (ومنذ الحرم)، والجر أيضا ولم يذكره الشيخ، وقال عبد القاهر:(٢) لا يجران(٣) إلا إذا كانا بمعنى أول المدة، وبعضهم يجوّز الجر والرفع في هذه المواضع كلها، فالجر على أنهما حرفان، والجر على الإضافة، قالوا: والخفض ب (منذ) أكثر من الرفع بها وعكسها (مذ).
[في (وحاشا وعدا وخلا]
  قوله: (وحاشا وعدا وخلا للاستثناء(٤)، أما حاشا) فقال سيبويه:(٥) (لا يكون إلا حرفا جارا)، وقال الفراء:(٦) (لا يكون إلا فعلا ماضيا فإن جر بلام محذوفة، وقال المبرد:(٧) (تكون فعلا ماضيا وحرفا جارا)، وأما (عدا) و (خلا) فعلان عند سيبويه(٨)، ولم يعرف الجر بهما، وقد رواه الأخفش(٩)،
(١) ما بين الحاصرتين زيادة من الكافية المحققة.
(٢) ينظر المقتصد في شرح الإيضاح ٢/ ٨٥٤.
(٣) في الأصل لا يجر ولا تستقيم.
(٤) ينظر الكتاب ٢/ ٣٤٨ وبعدها، واللمع ١٥٣، والمفصل ٢٩٠، وشرحه لابن يعيش ٨/ ٤٧، والرصف ٢٥٥، ٤٢٨، ٢٦٢، والمغني ١٦٤ - ١٨٩ - ١٧٨، والجنى ٤٣٦ - ٤٦١ - ٥٥٨.
(٥) ينظر الكتاب ٢/ ٣٤٩.
(٦) ينظر الجنى الداني ٥٦٠.
(٧) ينظر المقتضب ٤/ ٣٩١.
(٨) ينظر الكتاب ٢/ ٣٤٨، وينظر الجنى الداني ٥٦٢.