[كي]
  حصل الاعتماد فلا ينصب وهو الأجود [و ١١٥] وإن نظرت إلى استقلال ما بعدها بنفسه نصبت، وقد ورد الوجهان في قوله: {وَإِذاً لا يَلْبَثُونَ}(١) بإثبات النون في السبع وبحذفها شاذا.
[كي]
  قوله: (وكي، مثل: أسلمت كي أدخل الجنة)، اختلف في عملها، فقال الكوفيون(٢) هي عاملة بنفسها، واختاره المصنف(٣) وهي عنده من خواص الفعل ويقولون في (كيمه) أن أصلة: كي أفعل ما ذا، وقال الخليل وسيبويه(٤) إنها عاملة بتقدير (أن) لدخولها على الاسم نحو:
  [٦٠٤] ... - ... ... تغرّ وتخدعا(٥)
  وقال جمهور البصريين(٦) إن لم تدخل اللام عليها فالعمل (لأن) مقدرة، وإن دخلت فهي العاملة بنفسها لأنها تكون مصدرية، لأن حرف الجر(٧) لا
(١) الإسراء ١٧/ ٧٦، وتمامها: {وَإِنْ كادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْها وَإِذاً لا يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلَّا قَلِيلًا}
قرأ أبيّ (وإذا لا يلبثوا) بحذف النون، أعمل إذا فنصب بها على قول الجمهور وبأن مضمرة بعدها على قول بعضهم، وقرأ عطاء (لا يلبّثون) بضم الياء وفتح اللام والباء مشددة، وقرأ يعقوب كذلك إلا أنه كسر الباء (لا يلبّثون). ينظر البحر المحيط ٦/ ٦٣، والمختصر لابن خالويه ٧٧، والنشر في القراءات العشر ٢/ ٣٠٨.
(٢) ينظر رأي الكوفيين في الجنى الداني ٢٦٢، وشرح الرضي ٢/ ٢٣٩، ومغني اللبيب ٢٤٢.
(٣) ينظر شرح المصنف ١٠٣.
(٤) ينظر الكتاب ٣/ ٦ - ٧، وشرح الرضي ٢/ ٢٣٩.
(٥) جزء بيت من الطويل، وهو لجميل بثينة في ديوانه ١٠٨، وينظر شرح التسهيل السفر الثاني ٢/ ٩٣٧، ورصف المباني ٢١٧، وشرح المفصل ٩/ ١٤ - ١٦، وشرح الرضي ٢/ ٢٣٩، والجنى الداني ٢٦٢، والمغني ٢٤٢، ونسبة السيوطي في شرح شواهد المغني ١/ ٥٠٨ لحسان بن ثابت، وينظر شرح شذور الذهب ٣٠٧، والإنصاف ٢/ ٥٨٠، وأوضح المسالك ٣/ ١١، وهمع الهوامع ٤/ ١٠٠، وخزانة الأدب ٨/ ٤٨١ - ٤٨٢.
والشاهد فيه قوله: (كيما أن تغرّ) حيث ظهرت (أن) المصدرية بعد (كي) وذلك لأن كي هنا دالة على التعليل وليست حرفا مصدريا وكي هنا تعليلية فيقدر بعدها أن إذا لم تكن موجودة.
(٦) ينظر شرح التسهيل السفر الثاني ٢/ ٩٣٦، وشرح الرضي ٢/ ٢٣٩.
(٧) وممن يقول بأنها حرف جر الأخفش فهي حرف جر في جميع استعمالاتها وانتصاب الفعل بعدها =