النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[الاتصال والانفصال في خبر باب «كان»]

صفحة 633 - الجزء 2

  لزم تقديم الأنقص على الأقوى فيما جعلوه كالكلمة الواحدة⁣(⁣١)، وأما قولهم (ضربتني) ونحوه فلأنه لما

  كان فاعلا متصلا به صار كالجزء منه بخلاف أعطيتكه، وبابه

[الاتصال والانفصال في خبر باب «كان»]

  قوله: (والمختار في خبر باب «كان» الانفصال) يعني أنه يجوز في خبر (كان) وأخواتها المضمر الاتصال والانفصال نحو: (كنته) و (كنت إياه) إلّا أن الانفصال هو المختار وذلك لأن أصله خبر مبتدأ، وحق خبر المبتدأ الانفصال وعليه:

  [٣٧٧] لئن كان إيّاه لقد حال بعدنا ... عن الود والانسان قد يتحول⁣(⁣٢)

  [و ٧٩] وقوله:

  [٣٧٨] ليت هذا الليل شهر ... لا نرى فيه عريبا

  ليس إياي وإيا ... ك ولا نخشى رقيبا⁣(⁣٣)


(١) ينظر شرح المصنف ٦٨، قال الرضي في ٢/ ١٩: (أي إن لم يكن أحدهما أعرف كأعطاك إياك أو إن كان أعرف لكن ليس بمقدم كأعطاك إياي، وأعطاه إياك فالثاني منفصل كما رأيت).

(٢) البيت من الطويل، وهو لعمر بن أبي ربيعة في ديوانه ٩٤، ينظر شرح الرضي ٣/ ١٠٧، وأوضح المسالك ١/ ١٠٢، والمقرب ١/ ٩٥، وشرح الرضي ٢/ ١٩، والخزانة ٥/ ٣١٢ - ٣١٣، ويروى عن العهد بدل الود، ويتغير بدل يتحول وفي الأصل شهرا، والرواية في المراجع شهر.

والشاهد فيه قوله: (لئن كان إياه) حيث جاء خبر كان (إياه) ضمير منفصلا والأكثر أن يكون متصلا.

(٣) البيتان من مجزوء الرمل وهما لعمر بن أبي ربيعة في ديوانه ٦٧، ينظر الكتاب ٢/ ٣٥٨، وشرح المفصل ٣/ ١٠٧، والمقتضب ٣/ ٩٨، والأصول في النحو ٢/ ١١٨، وشرح التسهيل السفر الثاني ١/ ١٣٥، وشرح الرضي ٢/ ١٩، واللسان مادة (ليس)، والهمع ١/ ٢٢١، ٥/ ٤١١٣، والخزانة ٥/ ٣٢٢.

وعريبا: أي أحدا أي متكلما يخبر عنا ويعرب عن حالنا.

والشاهد فيهما قوله: (ليس إياي وإياك) حيث أتى بالضمير منفصلا عن (ليس) لوقوعه موقع خبرها =