النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[مبحث عن]

صفحة 1105 - الجزء 2

[مبحث عن]

  قوله: (وعن) هذا أول الحروف المشتركة.

  قوله: (للمجاوزة)⁣(⁣١)، يعني إذا كانت حرفا حقيقة، نحو: (رميت عن القوس)، ومجازا (أطعمته عن الجوع وكسوته عن العري) وزاد الكوفيون⁣(⁣٢) التعليل، نحو: {وَما نَحْنُ بِتارِكِي آلِهَتِنا عَنْ قَوْلِكَ}⁣(⁣٣). ومعنى (بعد) {لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ}⁣(⁣٤). أي بعد طبق ومعنى (على) نحو:

  [٧٤٤] لاه ابن عمك لا أفضلت في حسب ... عنّى ولا أنت ديّانى فتخزونى⁣(⁣٥)

[معاني على]

  قوله: (و (على) للاستعلاء) حقيقة، نحو: (ركبت على الفرس) ومجازا، نحو: {إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ}⁣(⁣٦). وزاد الكوفيون⁣(⁣٧) معنى (مع)، نحو: {وَآتَى الْمالَ عَلى حُبِّهِ}⁣(⁣٨). وهو كثير، ومعنى (عن)⁣(⁣٩) المجاوزة كالواقعة بعد (خفي) و (تعذر) و (بعد) و (استحال)، ومعنى التعليل نحو: {وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلى ما


(١) قال الرضي في شرحه ٢/ ٣٤١: أي لبعد شيء عن المجرور بها لسبب إيجاد مصدر المعدّى بها نحو:

(رميت عن القوس) أي بعد السهم عن القوس بسبب الرمي.

(٢) ينظر المغني ١٩٧، ورصف المباني ٤٣١، والجنى ٢٤٧.

(٣) هود ١١/ ٥٣ وتمامها: {قالُوا يا هُودُ ما جِئْتَنا بِبَيِّنَةٍ وَما نَحْنُ بِتارِكِي آلِهَتِنا عَنْ قَوْلِكَ وَما نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ}

(٤) الانشقاق ٨٤/ ١٩.

(٥) البيت من البسيط، وهو لذي الإصبع العدواني في المفضليات ١٦٠، وأمالي القالي ١/ ٩٣، والسمط ١/ ٢٨٩، وجمهرة اللغة ٥٩٦، وشرح التسهيل السفر الثاني ١/ ٤٢٥، وشرح الرضي ٢/ ٣٤٢، وشرح ابن عقيل ٢/ ٢٣، ومغني اللبيب ١٩٦، وشرح شواهد المغني ١/ ٤٣٠، والجنى الداني ٢٤٦، ورصف المباني ٤٣١، وهمع الهوامع ٢/ ٢٩، وخزانة الأدب ٨/ ٥٣.

والشاهد فيه قوله: (عني) حيث وردت (عن) بمعنى (على) دل على ذلك قوله أفضلت الذي يتعدى ب (على).

(٦) الغاشية ٨٨/ ٢٦.

(٧) ينظر الجنى الداني ٤٧٦.

(٨) البقرة ٢/ ١٧٧.

(٩) ينظر المغني ١٩١، والجنى الداني ٤٧٧.