النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[وجه بنائها]

صفحة 714 - الجزء 2

[وجه بنائها]

  قوله: (فإن تضمن الثاني حرفا بنيا) يعني أن المركب على قسمين:

  أحدهما: يبنى فيه الاسمان معا، والثاني يبنى الأول فيهما فقط فالذي يبنى فيه الجزآن معا أضرب:

  أحدهما: الأعداد المبنية، وهي أحد عشر إلى تسعة عشر، وحادي عشر إلى تاسع عشر ومؤنثها فبناءة الأول لتنزله منزلة الجزء من الكلمة، والثاني لتضمنه الحرف، لأن الأصل واحد وعشرة⁣(⁣١)، وحادي عشر إلى أن العطفية في حادي عشر على أحد المقدر لأنه في معنى واحد من أحد عشر، وخص بالفتح طلبا للخفة لأن المركب ثقيل، وأجاز الكوفيون⁣(⁣٢) إضافة الأول إلى الثاني والإعراب وأنشده:

  [٤٦٤] بنت ثماني عشرة من حجته ... علّق من عنائه وشقوته⁣(⁣٣)

  وأجاز الفراء إعراب الأول مع الثاني إذا أضفتهما جميعا نحو (خمسة


(١) قال الرضي في شلاحه ٢/ ٨٧: اعلم أن أصل خمسة عشر، خمسة وعشر حذفت الواو قصدا لمزج الاسمين وتركيبهما.

(٢) ينظر رأي الكوفيين في شرح الرضي ٢/ ٨٧.

(٣) الرجز لنفيع بن طارق في الحيوان ٦/ ٤٦٣، وينظر معاني القرآن للفراء ٢/ ٣٤، والإنصاف ١/ ٣٠٩، وشرح الرضي ٢/ ٨٧، وأوضح المسالك ٤/ ٢٥٩، واللسان مادة (شقا) ٤/ ٢٣٠٤، وهمع الهوامع ٥/ ٣٠٩، وخزانة الأدب ٦/ ٤٣٠.

ويروى في اللسان والإنصاف وأوضح المسالك ومعاني القرآن بتقديم عجزه على صدره، وكلف بدل علق:

كلف من عنائه وشقوته ... بنت ثماني عشر من حجته

والشاهد فيه قوله: (ثماني عشرة) حيث أضاف (ثماني) إلى (عشرة) وبعض الكوفيين يجيزون إضافته النيف إلى العشرة.