النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

تعدد الخبر

صفحة 254 - الجزء 1

  [ظ ٣١]

  ومن وجوه تقدم الخبر، أن يكون قبل (إلا) أو قبل المبتدأ بعد (إنما) نحو:

  (ما في الدار إلا زيد) و (إنما في الدار زيد) وكذلك إذا كان بتقديم الخبر يفهم معنى لا يفهم بتأخره وجب تقديمه نحو (تميمي أنا) إذا قصدت بيان أنك من تميم، والتفاخر بها⁣(⁣١)، وأما ما عدا هذه الأشياء فجائز فيه التقديم، إذا أردت الاهتمام بإفادة السامع الحكم من أول وهلة نحو: (قائم زيد) والتأخير نحو: (زيد قائم) إذا لم يرد ذلك خلافا للكوفيين والأخفش⁣(⁣٢)، فإنهم منعوا من تقدم الخبر، لأنك لو قدمته وقلت: (قائم زيد) لارتفع زيد عندهم بالفاعلية وبطل المبتدأ، لأنهم يعلمون الصفة من غير اعتماد، وأجاز بعضهم التقدم حيث يكون العائد منصوبا نحو:

  (زيد ضربته).

تعدد الخبر

  قوله: (وقد يتعدد الخبر، مثل زيد عالم عاقل) يعني مع اتحاد المبتدأ، وفيه تفصيل، وهو أن نقول: إن اتحد فجائز نحو (زيد قائم قاعد) وإن تعددا


= اللبيب ٣٥٦، وشرح شواهد المغني ٢/ ٦٦١، وأوضح المسالك ١/ ٢١٣، وهمع الهوامع ٢/ ٣٦.

ويروى: عندي بلد دأبي.

والشاهد فيه قوله: (أما أنني جزع ... فلوجد) حيث ولي أما المفتوحة فهي مبتدأ من المصدر المؤول وتقدم على خبره الذي هو الجار والمجرور، وجاز تقدم المبتدأ وهو مصدر موؤل لأمن اللبس وهذا التقدم باتفاق كما ذكر الشارح.

(١) ينظر شرح الرضي ١/ ١٠٠ والعبارة مأخوذة بتصرف دون أن يعزوها إلى مصدرها، وينظر شرح المفصل ١/ ٩٢، الإنصاف ١/ ٦٦.

(٢) ينظر شرح المفصل لابن يعيش ١/ ٩٢، والهمع ٢/ ٣٤ - ٣٥.