[واو القسم]
  والعائد في هذه الثلاثة رب مقدرة.
[واو القسم]
  قوله: (وواو القسم) له قسمان، الأولى: صريح وغير صريح، فالصريح ما لا يحتمل غيره نحو: (باللّه) و (تاللّه) و (واللّه)، وغير الصريح ما يحتمل غيره نحو: (أقسم باللّه) و (أحلف) و (أشهد) فإن هذه تحتمل الإخبار، وتحتمل الإنشاء، الثانية: قد تكون بأداة وهي الحروف الأربعة (الواو) و (التاء) و (الباء) و (اللام) وبغير أداة نحو: (علي عهد اللّه) و (لعمر اللّه) و (يمين اللّه) و (أيمن اللّه) و (وأيم اللّه) و (أم اللّه) و (من اللّه) بالحركات و (م اللّه) بالحركات أيضا، أما أيمن فهو اسم مفرد عند البصريين(١) بمعنى (بركة اللّه) وهم بها للوصل، وجمع يمين عند الكوفيين(٢)، وهمزتها قطع وهي مرفوعة على الابتداء، بدليل دخول لام الابتداء عليها، ولا تضاف إلا إلى لفظ اسم اللّه، وحكى الفارسي(٣) إضافتها إلى الكعبة، وقد شذّ إضافتها إلى المضمر نحو: (أيمنك) ولا تدخل عليها واو القسم للزومها الابتداء، وأما (أيم اللّه)، و (أم اللّه) فمحذوفتان من (أيمن) وهمزتها وصل(٤)، ولا
= والأغاني ٨/ ٩٤، والخصائص ١/ ٢٨٥، ٣/ ١٥٠، وسر صناعة الإعراب ١/ ١٣٣، وشرح التسهيل السفر الثاني ١/ ٤٧٤، وشرح المفصل ٨/ ٥٢، وشرح الرضي ٢/ ٢٣٣، ومغني اللبيب ١٦٤، وشرح شواهد المغني ١/ ٣٩٥، والإنصاف ١/ ٣٧٨، وخزانة الأدب ١٠/ ٢٠.
والشاهد فيه قوله: (رسم دار) حيث جر (رسم) ب (رب) المحذوفة وهذا شاذ في الشعر.
(١) ينظر شرح الرضي ٢/ ٣٣٥.
(٢) ينظر المصدر السابق.
(٣) ينظر رأي الفارسي في المقتصد ٢/ ٨٣٨، وشرح الرضي ٢/ ٣٣٥، وشرح المفصل ٨/ ٣٥ - ٣٦.
(٤) قال سيبويه في الكتاب ٣/ ٥٠٣: (وزعم سيبويه أن ألف أيم موصولة).
قال السيرافي في هامش الصفحة نفسها: (ومن النحويين من يقول: إنه جمع يميني، وألفه قطع في الأصل وإنما حذفت تخفيفا لكثرة الاستعمال، وقد كان الزجاج يذهب إلى هذا وهو مذهب الكوفيين).