النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[واو القسم]

صفحة 1097 - الجزء 2

  والعائد في هذه الثلاثة رب مقدرة.

[واو القسم]

  قوله: (وواو القسم) له قسمان، الأولى: صريح وغير صريح، فالصريح ما لا يحتمل غيره نحو: (باللّه) و (تاللّه) و (واللّه)، وغير الصريح ما يحتمل غيره نحو: (أقسم باللّه) و (أحلف) و (أشهد) فإن هذه تحتمل الإخبار، وتحتمل الإنشاء، الثانية: قد تكون بأداة وهي الحروف الأربعة (الواو) و (التاء) و (الباء) و (اللام) وبغير أداة نحو: (علي عهد اللّه) و (لعمر اللّه) و (يمين اللّه) و (أيمن اللّه) و (وأيم اللّه) و (أم اللّه) و (من اللّه) بالحركات و (م اللّه) بالحركات أيضا، أما أيمن فهو اسم مفرد عند البصريين⁣(⁣١) بمعنى (بركة اللّه) وهم بها للوصل، وجمع يمين عند الكوفيين⁣(⁣٢)، وهمزتها قطع وهي مرفوعة على الابتداء، بدليل دخول لام الابتداء عليها، ولا تضاف إلا إلى لفظ اسم اللّه، وحكى الفارسي⁣(⁣٣) إضافتها إلى الكعبة، وقد شذّ إضافتها إلى المضمر نحو: (أيمنك) ولا تدخل عليها واو القسم للزومها الابتداء، وأما (أيم اللّه)، و (أم اللّه) فمحذوفتان من (أيمن) وهمزتها وصل⁣(⁣٤)، ولا


= والأغاني ٨/ ٩٤، والخصائص ١/ ٢٨٥، ٣/ ١٥٠، وسر صناعة الإعراب ١/ ١٣٣، وشرح التسهيل السفر الثاني ١/ ٤٧٤، وشرح المفصل ٨/ ٥٢، وشرح الرضي ٢/ ٢٣٣، ومغني اللبيب ١٦٤، وشرح شواهد المغني ١/ ٣٩٥، والإنصاف ١/ ٣٧٨، وخزانة الأدب ١٠/ ٢٠.

والشاهد فيه قوله: (رسم دار) حيث جر (رسم) ب (رب) المحذوفة وهذا شاذ في الشعر.

(١) ينظر شرح الرضي ٢/ ٣٣٥.

(٢) ينظر المصدر السابق.

(٣) ينظر رأي الفارسي في المقتصد ٢/ ٨٣٨، وشرح الرضي ٢/ ٣٣٥، وشرح المفصل ٨/ ٣٥ - ٣٦.

(٤) قال سيبويه في الكتاب ٣/ ٥٠٣: (وزعم سيبويه أن ألف أيم موصولة).

قال السيرافي في هامش الصفحة نفسها: (ومن النحويين من يقول: إنه جمع يميني، وألفه قطع في الأصل وإنما حذفت تخفيفا لكثرة الاستعمال، وقد كان الزجاج يذهب إلى هذا وهو مذهب الكوفيين).