النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[في معربية (أي) و (أية)]

صفحة 691 - الجزء 2

  تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى}⁣(⁣١) والموصوفة في باب [و ٨٦] المنادى، نحو (يا أيها الرجل)، والصفة حيث يكون موصوفها نكرة ومضافة إلى نكرة، نحو:

  (مررت برجل أيّ رجل).

[في معربية (أيّ) و (أيّة)]

  قوله: (وهي معربة وحدها) يعني أن (أيّ) و (أيّة) معربة من دون أخواتها في جميع أقسامها، إلا إذا كانت موصولة (وحذف صدر صلتها)⁣(⁣٢) فبناؤها على الأفصح لافتقارها إلى ذلك الصدر المحذوف، نحو:

  {لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ}⁣(⁣٣) وقوله:

  [٤٣٩] إذا ما أتيت بنى مالك ... فسلم على أيهم أفضل⁣(⁣٤)

  وبعضهم أجاز الإعراب لأجل الإضافة، وقال المصنف⁣(⁣٥) في شرح المفصل: إن الموصولة مبنية لعدم الإضافة، فتأكد البناء بدخول حرف النداء عليها، وإذا لم يحذف صدر الصلة نحو: (جاءني أيهم هو أفضل) فهي معربة كسائر أقسامها قال:


(١) الإسراء ١٧/ ١١٠ وتمامها: {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِتْ بِها وَابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلًا}

(٢) في الكافية المحققة لا يوجد كانت موصولة وإنما: وهي معربة وحدها إلا إذا حذف صدر صلتها، قال الرضي في شرحه ٢/ ٥٧: (وصلتها قد تكون اسمية أو فعلية، والفعلية لا يحذف منها شيء فلا تبنى أي معها، والاسمية قد يحذف صدرها أعني المبتدأ بشرط أن يكون ضميرا راجعا إلى أي، وإنما يحذف كثيرا مع أي دون سائر الموصلات لكونه مستقلا مع صلته بلزوم إضافته).

(٣) سبق تخريج الآية في الصفحة السابقة.

(٤) البيت من المتقارب، وهو لغسان بن وعلة في المقاصد النحوية ١/ ٤٣٦ وله أو لرجل من غسان، ينظر شرح المفصل ٤/ ٢١، والإنصاف ٢/ ٣١٥، وشرح التسهيل لابن مالك السفر الأول ١/ ٢٨٥، ومغني اللبيب ١٠٨، وشرح شواهد المغني ١/ ٢٣٦، وأوضح المسالك ١/ ١٥٠، وهمع الهوامع ١/ ٢٩١ - ٣١٣.

والشاهد فيه قوله: (على أيهم) حيث جاءت أي اسما موصولا مضافا، وصلتها محذوفة، والتقدير: أيهم هو أفضل ولهذا بنيت على الضم ويروى بالنصب أيّهم.

(٥) ينظر الإيضاح في شرح المفصل لابن الحاجب ٢/ ٤٠٧.