النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[موارد استعمالها]

صفحة 1203 - الجزء 2

  فرفع الجواب مراعاة لأصله وهو التقديم، وأجاب البصريون بأن هذا المتقدم جملة مستقلة دلت على الجزاء وليس بجزاء، إذا لزم جزمه حيث يكون مضارعا نحو: (أكرمك إن تكرمني)، جوازا دخول الفاء في (أنت طالق إن دخلت الدار)، وجواز تقدم معموله نحو: (زيد إن تضرب أضرب)، وأجاب الكوفيون⁣(⁣١) بأن الجزم لا يكون إلا في الجزاء المتأخر، فأما إذا تقدم بطل العمل، لأن عامله إن كان الحرف بطل عمله مع التقدم، وإن كان المجاورة فشرطها التبعية، وأما الفاء عوض عن الجزم وإن كان غير مقدر، ولأنها عاطفة في المعنى، وإذا تقدم الجزاء لم يمكن العطف، وأما جواز تقدم معموله فنحن نلتزمه.

[موارد استعمالها]

  قوله: (ف (إن) للاستقبال [وإن دخل على الماضي]⁣(⁣٢)) يعني أن يجعل الفعل الذي تدخل عليه مستقبلا سواء كان الفعل ماضيا نحو: (إن قمت قمت) أو مضارعا مثبتا نحو: (إن تقم أقم) أو منفيا نحو: (إن لم تقم لم أقم)، وأجاز المبرد بقاءها على المعنى إذا دخلت على (كان) في بعض المواضع، نحو: {إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ}⁣(⁣٣). وبعضهم أجازه في غير (كان) نحو:

  [٨٢٥] أتجزع إن أذنا قتيبة حزتا⁣(⁣٤) ... ...


= فإن جملة (تصرع) الثانية خبر (إنّ) والجملة دليل جزاء الشرط وجملة الشرط معترضة بين المبتدأ والخبر

(١) ينظر الجنى الداني ٢٢٣.

(٢) ما بين الحاصرتين زيادة في الكافية المحققة.

(٣) المائدة ٥/ ١١٦.

(٤) صدر بيت من الطويل، وعجزه:

جهارا ولم تغضب لقتل ابن خازم

وهو للفرزدق في ديوانه ٢/ ٣١١، وينظر الكتاب ٣/ ١٦١، وأمالي ابن الحاجب ١/ ٢١٨، وشرح المصنف ١٣١،