النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[شروطها]

صفحة 941 - الجزء 2

  مثبتا، فتكون الجملة الثانية منقطعة عن الأولى كأنه قال: (ما تأتينا، فأنت الآن تحدثنا حديث من يجهل أمرنا).

[شروطها]

  قوله: (أحدهما السببية)⁣(⁣١)، يعني الفاء تنصب بشرطين: (أحدهما السببية، والثاني: أن يكون قبلها أمر أو نهي [أو استفهام، أو نفي، أو تمن، أو عرض]⁣(⁣٢) إلى آخرها) ذكر ستة ولم يذكر التخصيص، ولا وجه لتركه، لأن النصب في جوابه متفق عليه، وأورد في القرآن⁣(⁣٣)، وإنما نصب بعد جواب هذه الأشياء ونحوها لأنها للإنشاء، وما بعد الفاء خبر وعطف الخبر على الإنشاء لا يصح، فقدروا الإنشاء بجملة اسمية و (أن) بعد الفاء ليكون عطف اسم على اسم وهو جملة واحدة، ويكون التقدير في (أكرمني وأكرمك)، (ليكن منك إكرام فإكرام مني).

  قوله: (أمر) الأمر صريح وغير صريح، فالصريح (قم فأكرمك) و (ليقم زيد فأكرمه) قال:

  [٦٠٧] يا ناق سيري عنقا فسيحا ... إلى سليمان فنستريحا⁣(⁣٤)


(١) قال المصنف في شرحه ١٠٤: (وإن كانت فاء السببية فهي مع الجملة منقطعة عما قبلها فلا فرق بين أن تكون السببية تدخل على الأسماء أيضا كقوله تعالى: {فَأَنْتُمْ فِيهِ سَواءٌ} وشبهه، ونواصب الأفعال لا دخول لها على الأسماء لانتفاء معناها فثبت أن الفاء لا عمل لها وإن العامل (أن) المقدرة).

(٢) ما بين الحاصرتين زيادة من الكافية المحققة.

(٣) مثاله: (ولولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك).

(٤) الرجز، لأبي النجم في الكتاب ٣/ ٣٥، والمقتضب ٢/ ١٤، والأصول ٢/ ١٨٣، وسر صناعة الإعراب ١/ ٢٧٠، وشرح المفصل ٧/ ٢٦، وشرح ابن عقيل ٢/ ٣٥٠، وشرح شذور الذهب ٣٢٢، وأوضح المسالك ٤/ ١٨٢، =