النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[كلم المجازاة]

صفحة 964 - الجزء 2

  فاعله، فبابها المخاطب نحو: (لا تضرب)، قال تعالى: {وَلا تُسْرِفُوا}⁣(⁣١) {وَلا تَطْغَوْا فِيهِ}⁣(⁣٢)، وأما المتكلم فلا تدخل عليه لأن الإنسان لا ينهي، إلا من هو أجنبي عنه، وكذلك الغائب، لأنه لا ينهي إلا من يخاطب ويقبل عليه، وإن دخلت عليهما فتوسعا وتجوزا نحو:

  [٦٣٣] لا أعرفن ربربا حورا مدامعها ... مردّفات على أحناء أكوار⁣(⁣٣)

  فأما إذا الأمر للمتكلم والمراد به غيره جاز وحسن، نحو: (لا أرينّك ها هنا)، لأنه في التحقيق نهي لغيره، وأما حذفها فلا يجوز بلا خلاف.

[كلم المجازاة]

  قوله: (وكلم المجازاة)، يعم ما كان منها اسما وما كان حرفا.

  قوله: (تدخل على فعلين)⁣(⁣٤) فيه تفصيل، وهو أن دخولها إن كان على الجزم لم يلزم أن يكون فعلا، وإن كان على الشرط فإن كانت الأداة اسما لزم أن يكون شرطها فعلا لفظا، ولم يجز أن تقدر عند البصريين⁣(⁣٥) وما


(١) الأعراف ٧/ ٣١، وتمامها: {يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}

(٢) طه ٢٠/ ٨١، وتمامها: {كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ وَلا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوى}

(٣) البيت من البسيط، وهو للأعشى في شرح التسهيل السفر الثاني ٢/ ١٠١٠، وينظر شرح الكافية الشافية ٣/ ١٥٦٨، وهو في ديوان الأعشى ٧٥، بعجز آخر غير هذا وهو:

كأن أبكارها نعاج دوّار

وينظر مغني اللبيب ٣٢٤، وشرح الأشموني ٣/ ٥٧٣، ويروى أعجاز بدل أحناء.

والشاهد فيه قوله: (لا أعرفن) حيث دخلت (لا) الناهية على فعل المتكلم وذلك على سبيل التوسع والتجوز أي نادر.

(٤) في المحققة (الفعلين) بدل (فعلين).

(٥) ينظر رأي البصريين في شرح الرضي ٢/ ٢٥٥.