[ألقاب المبنيات]
  فيمن قرأ بكسر الدال {وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا}(١) فيمن قرأ بضم التاء، وحركة الثقل نحو: {أَ لَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ}(٢) فيمن قرأ بفتح الميم في (تعلم) وحركة التقاء الساكنين نحو: {قالَتِ الْأَعْرابُ}(٣) {مَنْ يَشَأِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ}(٤) وحركة ما قبل ياء المتكلم نحو (غلامي) وبعض المتأخرين جعل هذه الحركات غير إعراب ولا بناء، لأن حركة الإعراب ما كانت بعامل، والبناء ما كانت عن مناسبة مبني أصل.
[ألقاب المبنيات]
  قوله: (وألقابه ضم، وفتح، وكسر، ووقف) [وهي المضمرات وأسماء الإشارة، وأسماء الأفعال والأصوات والمركبات والكنايات وبعض الظروف](٥) يعني ألقاب المبني، وألقاب المعرب: رفع ونصب وجر وسكون، هذا اصطلاح البصريين(٦)، وإنما فرقوا بينهما ليعلم من أول
= قال سيبويه: (إذا قال الرجل الحمد للّه بالرفع ففيه من المعنى مثل ما في قولك حمدت اللّه حمدا). وروي عن ابن عبلة: الحمد لله بضم الدال واللام على اتباع الثاني الأول وليتجانس اللفظ. وروي عن الحسن بن أبي الحسن، وزيد بن علي الحمد للّه بكسر الدال على اتباع الأول الثاني. وينظر البحر المحيط ١/ ١٣١.
(١) البقرة ٢/ ٣٤ وتمامها: {وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبى وَاسْتَكْبَرَ وَكانَ مِنَ الْكافِرِينَ} وهي في عدة مواضع من القرآن، قرأ الجمهور بجر التاء، وقرأ أبو جعفر يزيد بن القعقاع وسليمان بن مهران بضم التاء اتباعا لحركة الجيم، ونقل أنها لغة أزد شنوءة، ينظر البحر المحيط ١/ ٣٠١.
(٢) البقرة ٢/ ١٠٦، وتمامها: {ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها أَ لَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}
(٣) الحجرات ٤٩/ ١٤، وتمامها: {قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ ...}
(٤) الأنعام ٦/ ٣٩، وتمامها: {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُماتِ مَنْ يَشَأِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ}
(٥) ما بين الحاصرتين زيادة من الكافية المحققة. وينظر شرح المفصل ٢/ ٨٣، ٨٤، وشرح الرضي ٢/ ٣.
(٦) ينظر شرح المصنف ٦٤، قال: (وهذا الاصطلاح للبصريين المتقدمين والمتأخرين)، وينظر شرح الرضي ٢/ ٣٢٢، والمعنى نفسه أو قريب منه.