النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[في ما ذا صنعت وجهان]

صفحة 692 - الجزء 2

  [٤٤٠] لعمرك ما أدري وإني لأوجل ... على أيّنا تعدو المنية أول⁣(⁣١)

  بجر أينا، وإنما كانت معربة دون أخواتها لأنها مضافة دونهن، والإضافة من خواص الإعراب، أو لأنها محمولة على نقيضها، وهو (كل) أو نظيرها وهو (بعض) وإما إنها عائدة إلى الأصل في الأسماء وهو الإعراب.

[في ما ذا صنعت وجهان]

  قوله: (وفي ما ذا صنعت وجهان) [أحدهما ما الذي وجوابه رفع]⁣(⁣٢) أي أن (ما) أصل الاستفهام و (ذا) الإشارة، فإذا بقيا على أصلهما، قلت (ماذا) و (ماذه) و (مأتان)، وإن شئت أدخلت (ها) التنبيه فقلت: (ما هذا؟) و (ما هذه؟) وحروف الخطاب (ما هذاك؟) و (ما تلك؟) وجوابهما رفع على أنه خبر مبتدأ محذوف، تقول: خبر أي؛ هذا خبر، وإن ركبا فلهما معنيان:

  أحدهما: أن تكون (ما) نافية على الاستفهامية، و (ذا) موصولة بمعنى الذي، وجوابه رفع تقديره: أي شيء الذي صنعت⁣(⁣٣)، فأي شيء مبتدأ والذي صنعت خبره، وهو الموصول وصلته، ولا يصح أن يكون أي شيء مفعولا لصلته (الذي) لأن الصلة لا تعمل في ما قبل الموصول، لأن له الصدر، وارتفاع الجواب على أنه خبر مبتدأ محذوف، وعليه:


(١) البيت من الطويل، وهو لمعن ابن أوس كما في ديوانه ٣٩، وينظر المقتضب ٣/ ٢٤٦، والمنصف ٣/ ٣٥، وأمالي القالي ١/ ٢١٨، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ١١٢٦، وشرح المفصل ٤/ ٨٧، وشرح شذور الذهب ١٣٦، وأوضح المسالك ٣/ ١٦١، والأشباه والنظائر ٨/ ١٤٠، وخزانة الأدب ٨/ ٢٤٤ - ٢٤٥.

والشاهد فيه قوله: (على أينا) حيث أعربت أي لأنها أضيفت دونهن.

(٢) ما بين الحاصرتين زيادة من الكافية المحققة.

(٣) ينظر شرح المصنف ٧٥، وقال: (فلا تكون ما إلا مبتدأ لتعذر أن تعمل الصلة فيما قبل موصولها، أو يعمل جزء من الخبر في المبتدأ، وتكون ك (ما) بمعنى الذي في موضع رفع خبرها).