النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

الفعل الماضي

صفحة 905 - الجزء 2

الفعل الماضي

[اقسامه باعتبار صيغته]

  قوله: (الماضي) للفعل قسمان، باعتبار صيغته إلى (ماض) و (مضارع وأمر)، والكوفيون⁣(⁣١) يدخلون الأمر في المضارع، وباعتبار زمانه إلى ماض وحال ومستقبل عند البصريين، وأنكر الكوفيون الحال، قالوا: لأن الزمان عبارة عن حركة الفلك، فإن قد وجدت فهي الماضية، وإن لم فهي المستقبلة، ولا واسطة⁣(⁣٢)، وجوابه أنه مسلم ما ذكره من جهة العقل، لكن أردنا الحال زمانا تقرر فيهما، كأنه آخر الماضي وأول المستقبل، لأن العرب البلغاء يجعلون ثلاثة أحوال، قال تعالى: {لَهُ ما بَيْنَ أَيْدِينا وَما خَلْفَنا وَما بَيْنَ ذلِكَ}⁣(⁣٣) وقال الشاعر:

  [٥٨٣] وأعلم علم اليوم والأمس قبله ... ولكنني عن علم ما في غد عمى⁣(⁣٤)


(١) ينظر همع الهوامع ١/ ١٥ - ٢٦.

(٢) ينظر شرح المفصل لابن يعيش ٧/ ٤، ولم ينسب هذا التعليل إلى الكوفيين.

(٣) مريم ١٩/ ٦٤، وتمامها: {وَما نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ ما بَيْنَ أَيْدِينا وَما خَلْفَنا وَما بَيْنَ ذلِكَ وَما كانَ رَبُّكَ نَسِيًّا}

(٤) البيت من الطويل، وهو لزهير بن سلمى وهو من معلقته، وينظر شرح القصائد السبع الطوال لابن الأنباري ٢٨٩.

والشاهد فيه حيث قسم علمه في الماضي والحاضر وجهله في المستقبل.