النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[تقسيم المضمرات إلى متصل ومنفصل]

صفحة 614 - الجزء 2

  وأما تقدمه حكما، فما كان في الذهن حاضرا حقيقة، كالسماء والأرض والشمس والقمر نحو: {ما تَرَكَ عَلى ظَهْرِها مِنْ دَابَّةٍ}⁣(⁣١) {حَتَّى تَوارَتْ بِالْحِجابِ}⁣(⁣٢) والادعاء وذلك في ضمير الشأن والقصة، نحو:

  (هو قائم)، وضمير (نعم) و (بئس) نحو: (نعم رجلا زيد)، وضمير (رب) نحو: (ربّه رجلا)، وضمير تنازع الفعلين نحو: (ضرباني وضربت الزيدين) (ضربوني وضربت الزيدين)، وإنما أضمر في هذه من غير تقدم ذكر، أما ضمير الشأن، فلأنه إذا قصد التعظيم وأبهم أولا ثم فسرّ ثانيا كان أوقع في النفوس من ذكره مفسرا أولا، وأما (نعم) و (بئس) و (ربّ) فلأنهم لما قصدوا فيها المدح العام، والذم العام نسبوه في المتعقل في الذهن، وأما في التنازع فمسوغه أن إعمال الثاني في معنى إعمال الأول⁣(⁣٣).

[تقسيم المضمرات إلى متصل ومنفصل]

  قوله: (وهو متصل ومنفصل إلى آخره) يعني أن المضمرات لها تقسيمات باعتبار الاتصال والانفصال، وهي على ضربين: متصل ومنفصل، (فالمنفصل هو المستقل)⁣(⁣٤) نحو: (أنا أنت)، (والمتصل غير المستقل)⁣(⁣٥) نحو: (ضربت وضربك)، الثاني بحسب إعرابها (إلى مرفوع


= والشاهد فيه قوله: (كحلت به فانهلت) حيث أعاد الضمير فيهما مفردا وهو يعود إلى مبني وهو العينان وكذلك الكمل وانهمال الدمع جزء من العينين.

(١) النحل ١٦/ ٦١، وتمامها: {لَوْ يُؤاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ} {ما تَرَكَ عَلى ظَهْرِها مِنْ دَابَّةٍ وَلكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى}

(٢) ص ٣٨/ ٣٢، وتمامها: {فَقالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوارَتْ بِالْحِجابِ}. وهي الشمس إذا العشي يدل على تواري الشمس.

(٣) ينظر شرح الرضي ٢/ ٥.

(٤) قال المصنف في شرحه ٦٥: يعني غير محتاج إلى كلمة أخرى قبله يكون كالتتمة لها بل هو كالظاهر في استقلاله كقولك: أنا وأنت وإياي وإياك إلى آخره.

(٥) ينظر شرح المصنف ٦٥، وشرح الرضي ٢/ ٦، قال الرضي في ٢/ ٦: (والمتصل ما يتصل بعامله الذي