النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

المبتدأ والخبر

صفحة 227 - الجزء 1

المبتدأ والخبر

  قوله: (ومنها) يعني المرفوعات. قوله: (المبتدأ والخبر) اختلف في عاملهما، فمذهب الجمهور، أنه أمر معنوي، وهو الابتداء⁣(⁣١)، وحقيقته اهتمامك بالشيء قبل ذكره، وجعلك له أولا لثان، ذلك الثاني حديث عنه، واختار المبرد⁣(⁣٢) والزمخشري⁣(⁣٣) أنه تجردهما عن العوامل اللفظية، وقيل: لفظي، فقال بعض الكوفيين⁣(⁣٤): المبتدأ رفع الخبر، والعائد رفع المبتدأ، وقال الكسائي والفراء:⁣(⁣٥) رفع كل واحد منهما صاحبه نحو قوله تعالى: {أَيًّا ما تَدْعُوا}⁣(⁣٦) فإن تدعوا نصب (أيّاما) وأياما جزم تدعوا، وقيل لفظي ومعنوي، وهو أن الابتداء رفع الابتداء للمبتدأ والمبتدأ جميعا رفعا الخبر، وقيل الابتداء رفع المبتدأ، والمبتدأ رفع الخبر⁣(⁣٧) [ظ ٢٧]

  قوله: (المبتدأ هو الاسم المجرد) أعلم أن المبتدأ مشترك بين ماهيتين


(١) ينظر الإنصاف ١/ ٤٤ وما بعدها، وشرح ابن عقيل ١/ ٢٠٠ - ٢٠١. والهمع ٢/ ٣ - ٧.

(٢) ينظر المقتضب ٤/ ١٢٦، وشرح التسهيل السفر الأول.

(٣) ينظر المفصل ٢٣.

(٤) ينظر شرح التسهيل السفر الأول ١/ ٣٧٠.

(٥) ينظر الإنصاف ١/ ٤٥، وشرح المفصل ١/ ٨٣

(٦) الإسراء ١٧/ ١١٠، وتمامها: {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى ...}.

(٧) ينظر الإنصاف ١/ ٤٦ - ٤٧.