[(كم) ومباحثها]
  و (وكييء) بوزن (كيع) و (كأي) بوزن (كعي) و (كأ) بوزن (كع)(١) وتمييزها مجرور بمن، قال تعالى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ}(٢) وإذا حذفت (من) انتصب تمييزها لأن فيها تنويا نحو:
  [٤٦٧] وكائن لنا فضلا عليكم ونعمة ... قديما لا تدرون ما منّ منعم(٣)
  وأجاز ابن كيسان(٤) إضافته إليها، والتنوين عنده نون أصلية، ومن منع إضافتها قال: ما ورد من ذلك فهو من حذف الجار وإبقاء عمله.
  قوله: (وكيت وذيت للحديث) يعني كنايات عن الحديث والأصل فيه (كيّة) و (ذيّة) بالتشديد، وقد تستعملان كذلك، والأشهر بناؤهما على الفتح وقد تضمان وتكسران، وإنما بنيا لأنهما وقعا موقع الجملة المكنى عنها، وهي مبنية، ولا تستعملان إلا مكررتين بواو العطف، أو معطوفة إحداهما على الأخرى نحو: (كيت وكيت) و (ذيت وذيت) وكيت وذيت وذيت وكيت).
[(كم) ومباحثها]
  قوله: (وكم(٥) الاستفهامية) يحترز من الخبرية لأنها على ضربين
(١) ينظر شرح التسهيل السفر الثاني ٢/ ١٦٦، وشرح المفصل ٤/ ١٣٤، وشرح الرضي ٢/ ٩٥، وقد فصل القول في لغاتها ... . وقال الزمخشري في المفصل ١٨٣ (كأين وهي مركبة من كاف التشبيه وأي، والأكثر أن تستعمل مع من) قال تعالى: (وكأين من قرية).
(٢) آل عمران ٣/ ١٤٦، وتمامها: {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَما ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ}
(٣) البيت من الطويل، وهو بلا نسبة في مغني اللبيب ٢٤٧، وشرح شواهد المغني ٢/ ٥١٣، وهمع الهوامع ٤/ ٨٤، وشرح الأشموني ٣/ ٦٣٧، والدرر ٤/ ٥١.
والشاهد فيه قوله: (وكائن لنا فضلا) حيث نصب تمييز كائن والأكثر جره.
(٤) ينظر شرح المفصل ٤/ ١٣٦، وشرح الرضي ٢/ ٩٥.
(٥) في الكافية المحققة فكم بدل وكم.