النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[جواز تقديم اخبارها]

صفحة 1034 - الجزء 2

  واختاره الزمخشري⁣(⁣١) أنها لنفي الحال فقط، وحكي عن سيبويه⁣(⁣٢) والمبرد⁣(⁣٣) وابن السراج⁣(⁣٤) إنها للنفي مطلقا تقول في الماضي: (ليس خلق اللّه مثله) وفي المستقبل⁣(⁣٥): {أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ}⁣(⁣٦) وقوله:

  [٦٩٣] والمرء يسعى لأمر ليس يدركه ... والعيش شحّ وأسفار وتأميل⁣(⁣٧)

  وحكي أيضا عن ابن السراج أنها لنفي الاستقبال⁣(⁣٨)، وقال أبو علي الشلوبين: إن قيد الجملة كائنا ما كان وإن لم، أفادت الحال وقال الأندلسي:⁣(⁣٩) بين القولين تناقض لأن خبرها إن لم يقيد بزمان فهو للحال، وإن قيد فهو على ما قيد به.

[جواز تقديم اخبارها]

  قوله: (ويجوز تقديم أخبارها [كلها]⁣(⁣١٠) على أسمائها) هذا مذهب


(١) ينظر المفصل ٢٦٨، وشرحه لابن يعيش ٧/ ١١١.

(٢) ينظر الكتاب ٤/ ٢٣٣، وينظر شرح الرضي ٢/ ٢٩٦.

(٣) ينظر المقتضب ٤/ ٩٣.

(٤) ينظر الأصول ١/ ٨٤.

(٥) والعبارة منقولة عن الرضي دون إسناد ٢/ ٢٩٦.

(٦) هود ١١/ ٨ وتمامها: {... . أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ}

(٧) البيت من البسيط، وهو لعبد الطيب في ديوانه ٧٥، وشرح اختيارات المفضل ٦٧٤، وتخليص الشواهد ٢١٣، وشرح التسهيل السفر الأول ١/ ٢٤ - ٤٤٣. ويروى ساع بدل يسعى.

والشاهد فيه قوله: (ليس يدركه) حيث أتى بليس للنفي وهنا جاء لنفي المستقبل كما ذهب ابن السراج إلى ذلك.

(٨) ينظر الأصول ١/ ٨٣.

(٩) ينظر شرح الرضي ٢/ ٢٩٦.

(١٠) ما بين الحاصرتين زيادة من الكافية المحققة.