المنصوب ب (لا) التي لنفي الجنس
المنصوب ب (لا) التي لنفي الجنس
  قوله (المنصوب بلا) هو سادس المشبهة، وإنما قال: (المنصوب بلا) ولم يقل اسم (لا) كما قال: اسم إن وأخواتها لأن كلامه في المنصوبات، وجميع اسم لا لا بعضه مبني(١).
  قوله: (التي لنفي الجنس) يحترز من التي بمعنى (ليس) والفرق بينهما، أن التي بمعنى (ليس) لنفي واحد من الجنس، إذا قلت: (لا رجل في الدار) نفيت واحدا من جنس الرجال، وجاز أن يكون واحد آخر واثنان وثلاثة أو أكثر، والتي لنفي الجنس تنفي الماهية مطلقا، فإذا قلت (لا رجل في الدار) كان معناه ليس في الدار هذا الجنس، لا واحدا ولا اثنين ولا ثلاثة ولا أكثر.
  وإنما عملت (لا) التي لنفي الجنس لشبهها ب (إنّ) من حيث إنهما من عوامل المبتدأ والخبر، ولهما الصدر، وإنهما للتأكيد، ف (إنّ) لتأكيد الإثبات و (لا) لتأكيد النفي، لكن حمل النقيض على النقيض كما يحمل
(١) هذه العبارة مأخوذة من الرضي بتصرف فخلّ حيث قال الرضي: (وجميع ما هو اسم (لا) المذكورة ليس منصوبا، بل بعضه مبني نحو (لا رجل)، فلما قصد المنصوب احتاج إلى التمييز بالتقييدات المذكورة، لأن اسم (لا) يكون منصوبا إلا باجتماعها وهي ثلاثة كونه نكرة وكونه مضافا أو مشبها به، فلو اختل واحد منها لم ينتصب) انته قوله ١/ ٢٥٥.