النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

أسماء الأصوات

صفحة 709 - الجزء 2

أسماء الأصوات

[وجه بنائها]

  قوله: (الأصوات)⁣(⁣١) وإنما بنيت لكونها غير مركبة، ولأن فيها ما هو على حرفين ك (نخ) فحمل سائرها عليها، فإن قيل: فيلزم إذا ركبت أن تعرب كأسماء الأعداد، وحروف التهجي، فجوابه أن التركيب عارض والأشهر عدمه، ثم إنها وإن ركبت لم يرد إلا مجرد اللفظ فلا تعرب كما نقول: ضرب: فعل ماض، ومن حرف جر بغير إعراب، بخلاف سائر المركبات الموضوعة على المسمى، فإنك تقول: اللفظ والمعنى جميعا، فعلى هذا تقول قلت (غاق) وكتبت (غاق) ولا نقول: (قام غاق) ولا (جاءني غاق) وتقول: (قام زيد)، و (جاءني زيد)، لأنك أردت فيه المعنى بخلاف (غاق) فلم يرد فيه إلا مجرد اللفظ وبعضهم أعرب المركب منه وعليه:


(١) للتفصيل ينظر الكتاب ٣/ ٢٩٨ وما بعدها، ٤/ ٣٢٣ وما بعدها، وهمع الهوامع ٥/ ١٢٨ وما بعدها، وشرح ابن يعيش ٤/ ٢٥ - ٨٥، قال الرضي في شرحه ٢/ ٧٩ - ٨٠: (اعلم أن الألفاظ التي تسميها النحاة أصوات على ثلاثة أقسام:

أحدها: حكاية صوت صادر إما عن الحيوانات العجم ك (غاق) أو عن الجمادات ك (طق) وشرط الحكاية أن تكون مثل المحكي، وهذه الألفاظ مركبة من حروف صحيحة محركة بحركات صحيحة وليس المحكي كذلك.

وثانيها: أصوات خارجة من فم الإنسان غير موضوعة وضعا، بل دالة طبعا على معان في أنفسهم ك (أفّ) و (تفّ) فإن المكره لشيء يخرج من صدره صوتا شبيها بلفظ (أفّ).

وثالثهما: أصوات يصوت بها الحيوانات عند طلب شيء منها، إما المجيء كألفاظ الدعاء نحو (جوت) و (وقوس) وإما الذهاب ك (هلا) و (هج) و (هجا) وإما لأمر آخر ك (سأ) للشرب و (هدع) للتسكين).