[طرق التعدي]
  [٦٥٤] أسير إلى إقطاعه في ثيابه ... على طرفه من داره بحسامه(١)
  وأما دخول اللازم في المتعدي فإن كان إلى اثنين أو ثلاثة لم يجز دخولها، تقدم أو تأخر لقوته وقيل لطوله وقد أجاز بعضهم نحو قوله:
  [٦٥٥] أحجاج لا تعطى العصاة مناهم ... ولا اللّه يعطى للعصاة مناها(٢)
  وإن كان الواحد، فإن تقدم المفعول جاز نحو: {لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ}(٣) لأنه ضعف بتقديم مفعوله فاحتاج إلى ما يقوم، وإن تأخر لم يجز، وما سمع لم يقس عليه، نحو قوله:
  [٦٥٦] هذا سراقة للقرآن يدرسه(٤) ... ... -
(١) البيت من الطويل، وهو للمتنبي في ديوانه ٤/ ١٤٩.
والتمثيل فيه قوله: (أسير إلى إقطاعه) حيث تعدى الفعل أسير إلى مفعوليه بحرف الجر.
(٢) البيت من الطويل، وهو لليلى الأخيلية في ديوانها ١٢٢، وينظر مغني اللبيب ٢٨٨، وشرح شواهد المغني ٢/ ٥٨٨، وهمع الهوامع ٤/ ٢٠٦، والدرر ٤/ ١٧٣، وشرح التصريح ٢/ ١١.
والشاهد فيه (يعطي للعصاة مناها) حيث دخلت اللام على أحد المفعولين المتآخرين عن العامل لقوته، وهذا شاذ.
(٣) يوسف ١٢/ ٤٣ وهي: {يا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُءْيايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ}.
(٤) هذا صدر بيت من البسيط، وعجزه:
يقطع الليل تسبيحا وقرآنا
وهو برواية مختلفة لحسان بن ثابت في ديوانه ٢١٦، وإصلاح المنطق ٢٩٠، ومغني اللبيب ٣٨٨، واللسان مادة (عنن) ٤/ ٣١٤٢، ويروى فيه: ضحّوا أشمط عنوان السجود به.
والشاهد فيه قوله (يدرسه) حيث جاء الضمير مفعولا مطلقا ضميرا للقرآن.