النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[طرق التعدي]

صفحة 997 - الجزء 2

  [٦٥٤] أسير إلى إقطاعه في ثيابه ... على طرفه من داره بحسامه⁣(⁣١)

  وأما دخول اللازم في المتعدي فإن كان إلى اثنين أو ثلاثة لم يجز دخولها، تقدم أو تأخر لقوته وقيل لطوله وقد أجاز بعضهم نحو قوله:

  [٦٥٥] أحجاج لا تعطى العصاة مناهم ... ولا اللّه يعطى للعصاة مناها⁣(⁣٢)

  وإن كان الواحد، فإن تقدم المفعول جاز نحو: {لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ}⁣(⁣٣) لأنه ضعف بتقديم مفعوله فاحتاج إلى ما يقوم، وإن تأخر لم يجز، وما سمع لم يقس عليه، نحو قوله:

  [٦٥٦] هذا سراقة للقرآن يدرسه⁣(⁣٤) ... ... -


(١) البيت من الطويل، وهو للمتنبي في ديوانه ٤/ ١٤٩.

والتمثيل فيه قوله: (أسير إلى إقطاعه) حيث تعدى الفعل أسير إلى مفعوليه بحرف الجر.

(٢) البيت من الطويل، وهو لليلى الأخيلية في ديوانها ١٢٢، وينظر مغني اللبيب ٢٨٨، وشرح شواهد المغني ٢/ ٥٨٨، وهمع الهوامع ٤/ ٢٠٦، والدرر ٤/ ١٧٣، وشرح التصريح ٢/ ١١.

والشاهد فيه (يعطي للعصاة مناها) حيث دخلت اللام على أحد المفعولين المتآخرين عن العامل لقوته، وهذا شاذ.

(٣) يوسف ١٢/ ٤٣ وهي: {يا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُءْيايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ}.

(٤) هذا صدر بيت من البسيط، وعجزه:

يقطع الليل تسبيحا وقرآنا

وهو برواية مختلفة لحسان بن ثابت في ديوانه ٢١٦، وإصلاح المنطق ٢٩٠، ومغني اللبيب ٣٨٨، واللسان مادة (عنن) ٤/ ٣١٤٢، ويروى فيه: ضحّوا أشمط عنوان السجود به.

والشاهد فيه قوله (يدرسه) حيث جاء الضمير مفعولا مطلقا ضميرا للقرآن.