النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[المرفوعات]

صفحة 102 - الجزء 1

  والألف في (كلا) عند سيبويه بدل من الواو⁣(⁣١)، لأن أصله (كلو) تحرك حرف العلة وانفتح ما قبله فقلبت ألفا، وقال الفارسي⁣(⁣٢) هي بدل من الياء لسماع الإمالة فيه و (كلتا) الألف للتأنيث والياء مبدلة من الواو التي أبدلت ألفا في (كلا)، كما أبدلت في (بنت) و (أخت)، والأصل (كلويّ)⁣(⁣٣) على وزن فعليّ وقال الجرمي:⁣(⁣٤) التاء للتأنيث وتقدمت على الواو على غير قياس ووزنها فتعل، وضعف بأنه عديم النظير.

  قوله: (مضافا إلى مضمر واثنان) هذا مذهب البصريين أنه إذا أضيف إلى مضمر كان بالألف في حالة الرفع، وبالياء في حالة النصب والجر، لأنه إذا أضيف إلى مضمر تأكدت فيه التثنية لفظا ومعنى، فاللفظ ظاهر، والمعنى أنها اكتنفته التثنية أولا وآخرا، وأما إذا أضيف إلى ظاهر لزم الألف في الأحوال الثلاثة، وقال الفراء⁣(⁣٥) إنه لازم الألف في الأحوال الثلاثة سواء أضيف إلى ظاهر أو مضمر وعليه قوله:

  [١٨] ألا ربّ حي الزائرين كلاهما ... وحي دليلا في الفلاة هداهما⁣(⁣٦)


= ٥/ ٣٩٢٤، والمقاصد النحوية ١/ ١٥٩، وهمع الهوامع ١/ ٤١، وخزانة الأدب ١/ ١٢٩ - ١٣٣.

الشاهد فيه قوله: (كلت) مما يدل على أن كلا وكلتا مثنى لفظا ومعنى والمسألة فيها خلاف.

انظر الإنصاف ٢/ ٤٣٩ وما بعدها، وشرح الرضي ١/ ٣٢.

(١) ينظر الكتاب ٣/ ٣٦٤، وشرح المفصل ١/ ٥٥، وشرح الرضي ١/ ٣٢.

(٢) ينظر شرح الرضي ١/ ٣٢، ومن قال به فيما ذكره الرضي السيرافي في الصفحة نفسها.

(٣) اللسان مادة (كلا) ٥/ ٣٩٢٤.

(٤) ينظر شرح الرضي ١/ ٣٢.

(٥) أي لفظ اثنان، ينظر معاني القرآن للفراء ٢/ ١٤٢ وما بعدها.

(٦) البيت من الطويل، وهو لامرئ القيس وليس في ديوانه، وإنما نسبه العياني في (الموضح في تبيين أسرار معاني الموشح) صفحة (٣٢) وقال في هامشه: وأنشده الفراء في معانيه مع بيتين =