النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[شرطهما]

صفحة 1058 - الجزء 2

  (نعم رجلين الزيدان)، و (نعم رجالا الزيدون)، (نعم امرأة هند)، وهذا الفاعل واجب الاستتار عند الجمهور، إفرادا وتثنية وجمعا وتذكيرا وتأنيثا، لجريه مجرى المثل، وقال بعضهم: لا فاعل لأنه لو كان لبرز في التثنية والجمع، وأجاز الكوفيون⁣(⁣١) مطابقته للتمييز إفرادا وتثنية وجمعا وتذكيرا وتأنيثا وهذا المضمر مبهم لا يعود إلى متقدم، قيل بل يعود إلى المخصوص.

  الحالة الرابعة قوله: (أو بما) يعني أن تمييز الفاعل ب (ما) نحو:

  {فَنِعِمَّا هِيَ}⁣(⁣٢) و {بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ}⁣(⁣٣) ف (ما) تامة، بمعنى شيء، تقديره: نعم شيئا هي، والفاعل ضمير مستتر، وروي عن سيبويه⁣(⁣٤) والمحققين أنها فاعل، وهي تامة، والتقدير (نعم الشيء هو)، وقيل هي كافة، ورد بأن الأفعال لا تكف، والتمييز لا يكون إلا مع الفاعل المضمر وقد يأتي مع [ظ ١٢٩] مع الظاهر على جهة التأكيد قال جرير:

  [٧٠٧] تزود مثل زاد أبيك فينا ... فنعم الزاد زاد أبيك زادا⁣(⁣٥)


(١) ينظر رأي الكوفيين في شرح الرضي ٢/ ٣١٥.

(٢) البقرة ٢/ ٢٧١، وتمام المعنى: {إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوها وَتُؤْتُوهَا الْفُقَراءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ...}.

(٣) البقرة ٢/ ٩٠، وتمامها: {بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِما أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْياً أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ ...}.

(٤) ينظر الكتاب ١/ ٧٣.

(٥) البيت من الوافر، وهو لجرير في ديوانه ١٣٥، والمقتضب ٢/ ١٤٨، والخصائص ١/ ٨٣، وشرح المفصل ٧/ ١٣٢، وشرح التسهيل السفر الثاني ١/ ١٨٥، وشرح الرضي ٢/ ٣١٦، والمغني ٦٠٤، وشرح شواهد المغني ٢/ ٨٦٢، وشرح ابن عقيل ٢/ ١٦٤، واللسان مادة (زود) ٣/ ١٨٨٦، والخزانة ٩/ ٣٦٤.

والشاهد فيه قوله: (فنعم الزاد زاد أبيك فينا) حيث جمع بين الفاعل الظاهر وهو قوله: (الزاد) والتمييز وهو قوله: (زادا) وهذا غير جائز عند بعضهم.