[شرطهما]
  (نعم رجلين الزيدان)، و (نعم رجالا الزيدون)، (نعم امرأة هند)، وهذا الفاعل واجب الاستتار عند الجمهور، إفرادا وتثنية وجمعا وتذكيرا وتأنيثا، لجريه مجرى المثل، وقال بعضهم: لا فاعل لأنه لو كان لبرز في التثنية والجمع، وأجاز الكوفيون(١) مطابقته للتمييز إفرادا وتثنية وجمعا وتذكيرا وتأنيثا وهذا المضمر مبهم لا يعود إلى متقدم، قيل بل يعود إلى المخصوص.
  الحالة الرابعة قوله: (أو بما) يعني أن تمييز الفاعل ب (ما) نحو:
  {فَنِعِمَّا هِيَ}(٢) و {بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ}(٣) ف (ما) تامة، بمعنى شيء، تقديره: نعم شيئا هي، والفاعل ضمير مستتر، وروي عن سيبويه(٤) والمحققين أنها فاعل، وهي تامة، والتقدير (نعم الشيء هو)، وقيل هي كافة، ورد بأن الأفعال لا تكف، والتمييز لا يكون إلا مع الفاعل المضمر وقد يأتي مع [ظ ١٢٩] مع الظاهر على جهة التأكيد قال جرير:
  [٧٠٧] تزود مثل زاد أبيك فينا ... فنعم الزاد زاد أبيك زادا(٥)
(١) ينظر رأي الكوفيين في شرح الرضي ٢/ ٣١٥.
(٢) البقرة ٢/ ٢٧١، وتمام المعنى: {إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوها وَتُؤْتُوهَا الْفُقَراءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ...}.
(٣) البقرة ٢/ ٩٠، وتمامها: {بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِما أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْياً أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ ...}.
(٤) ينظر الكتاب ١/ ٧٣.
(٥) البيت من الوافر، وهو لجرير في ديوانه ١٣٥، والمقتضب ٢/ ١٤٨، والخصائص ١/ ٨٣، وشرح المفصل ٧/ ١٣٢، وشرح التسهيل السفر الثاني ١/ ١٨٥، وشرح الرضي ٢/ ٣١٦، والمغني ٦٠٤، وشرح شواهد المغني ٢/ ٨٦٢، وشرح ابن عقيل ٢/ ١٦٤، واللسان مادة (زود) ٣/ ١٨٨٦، والخزانة ٩/ ٣٦٤.
والشاهد فيه قوله: (فنعم الزاد زاد أبيك فينا) حيث جمع بين الفاعل الظاهر وهو قوله: (الزاد) والتمييز وهو قوله: (زادا) وهذا غير جائز عند بعضهم.