[معانيها]
  أو نهي أو استفهام، أو تعليل، يراد به النفي، نحو: (ما جاءني من رجل) احتمل أن يريد بل رجلان، فإذا أردت (من) تعين أنك تريد الجنس.
  قوله: (خلافا للكوفيين(١) والأخفش(٢)) واحتجوا بقوله تعالى، يعني أنهم لم يشرطوا هذين الشرطين، وأجازوا الزيادة في الموجب، وأما مع المعرفة فبعضهم أجاز وبعضهم منع.
  قوله: (وقد كان من مطر ونحوه متأول)، هذا من حجج الكوفيين(٣) والأخفش واحتجوا بقوله تعالى: {وَلَقَدْ جاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ}(٤) لأنها إن لم تزد لزم حذف فاعل جاءك ونحو: {يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ}(٥) {وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئاتِكُمْ}(٦) لأن اللّه يغفر الذنوب جميعا، وبقوله: «إن من أشد الناس
= قليل لا يقاس عليه، ينظر المفصل ٢٨٣، وشرحه لابن يعيش ٨/ ١٣، وشرح الرضي ٢/ ٣٢٢ - ٣٢٣، والمغني ٤٢٥ وما بعدها.
قال ابن هشام في المعني ٤٢٥: (وشرطه زيادتها في النوعين - أي في التنصيص وتوكيد العموم - ثلاثة أمور:
أحدها: تقدم نفي أو نهي أو استفهام نحو: (وما تسقط من ورقة إلا يعلمها) وزاد الفارسي.
الشرط الثاني: تنكر مجرورها.
الثالث: كونه فاعلا، أو مفعولا، أو مبتدأ.
(١) ينظر شرح المفصل ٨/ ١٤، وشرح الرضي ٢/ ٣٢٣، ورصف المباني ٣٢٥.
(٢) ينظر معاني القرآن للأخفش ٢٧٢ - ٢٧٣، وينظر شرح المفصل ٨/ ١٤، وشرح المصنف ١١٩ وشرح الرضي ٢/ ٣٢٣، والجنى الداني ٣١٨، وشرح ابن عقيل ٢/ ١٧.
(٣) ينظر المراجع السابقة.
(٤) الأنعام ٦/ ٣٤، وتمامها: {وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلى ما كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتاهُمْ نَصْرُنا وَلا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ}.
(٥) الأحقاف: ٣١.
(٦) البقرة ٢/ ٢٧١.