النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[معانيها]

صفحة 1076 - الجزء 2

  وأما (قد كان من مطر) فهي تبعيضية أو جنسية، وكان ناقصة والفاعل محذوف تقديره: (قد كان شيء من مطر)، وأما البيت فشاذ، ودخول من الزائدة يكون في المبتدأ نحو: (ما من أحد في الدار) ومع الفاعل نحو: (ما جاء من أحد)، ومع المفعول به نحو: {هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ}⁣(⁣١) وهذه أربعة معان ل (من) ذكرها الشيخ⁣(⁣٢) وذكرنا في ضمنها أنها تكون للانتهاء، وبمعنى (عن) وزاد بعضهم السببية نحو: {مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَتَبْنا عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ}⁣(⁣٣) ومعنى البدل نحو: {لَجَعَلْنا مِنْكُمْ مَلائِكَةً}⁣(⁣٤) أي بدلكم، والأخفش⁣(⁣٥) ومعنى (على) نحو: {وَنَصَرْناهُ مِنَ الْقَوْمِ}⁣(⁣٦) والكوفيون⁣(⁣٧) معنى الباء نحو: {يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ}⁣(⁣٨) وضعف لانتهاء الغاية مقابلة ل (من) ومعنى الانتهاء أي بظرف، وبمعنى (في) نحو قوله:

  {أَرُونِي ما ذا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ}⁣(⁣٩) أي في الأرض.


= وهو للأخطل وليس في ديوانه، ينظر شرح المفصل ٣/ ١١٥، وأمالي ابن الحاجب ١/ ١٥٨، ومغني اللبيب ٥٦، وشرح شواهد المغني ٢/ ٩١٨، ورصف المباني ١١٩، وهمع الهوامع ٢/ ١٦٤، وخزانة الأدب ١/ ٤٥٧.

والشاهد فيه قوله: (إن من يدخل الكنيسة) حيث حذف اسم إن وهو ضمير الشأن، ولا يجوز اعتبار من اسمها لأنها شرطية بدليل جزمها لفعلين، والشرط له الصدر في جملته فلا يعمل فيما قبله، وضمير الشأن يحذف في الشعر كثيرا.

(١) مريم ١٩/ ٩٨، وتمامها: {وَكَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً}.

(٢) ينظر شرح المصنف ١١٩.

(٣) المائدة ٥/ ٣٢.

(٤) الزخرف ٤٣/ ٦٠.

(٥) ينظر الجنى الداني ٣١٣.

(٦) الأنبياء ٢١/ ٧٧.

(٧) ينظر الجنى الداني ٣١٤.

(٨) الشورى ٤٢/ ٤٥.

(٩) فاطر ٣٥/ ٤٠.