النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[صوره تخفيف ان]

صفحة 1135 - الجزء 2

  الحروف الداخلة على المخففة، أنّ الفعل إن كان ماضيا مبنيا فلا بد من (قد) لتقريب زمن الماضي من الحال، نحو: {وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنا}⁣(⁣١)، وإن كان منفيا في نحو: (علمت أن ما خرج زيد)، وإن كان مستقبلا مثبتا بالسين وسوف نحو: {عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ}. و (علمت أن سوف تقوم)، وإن كان منفيا فبحروف النفي نحو: {أَ فَلا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ}⁣(⁣٢)، و {أَ يَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ}⁣(⁣٣) و (علمت أن لم يخرج)، ولم يرد من حروف النفي إلا هذه، وأما (ما) و (إن) فقليل، ومثال (لو): {فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كانُوا}⁣(⁣٤) فهذه الحروف إنما جئ بها للفرق وللعوض [و ١٣٩] من تخفيف (أن).

  قوله: (وكأنّ)، اختلف فيها، فجعلها بعضهم بسيطة، لأن التركيب لا دليل عليه، وجعلها الخليل وسيبويه⁣(⁣٥) مركبة من كاف التشبيه، وإنّ المشددة المكسورة، وأصله (إنّ زيدا كالأسد)، وأرادوا الاهتمام فقدموا الكاف فانفتحت (أن) لدخول حرف الجر عليها.

  قوله: (للتشبيه)، هذا مذهب البصريين⁣(⁣٦) ولا يجوز غيره، وقال الكوفيون قد⁣(⁣٧) تكون للتحقيق نحو: (كأنك بالشتاء مقبل).

  قوله: (وتخفف فتلغى على الأفصح)، يعني لا تعمل في ظاهر، ولا


(١) المائدة ٥/ ١١٣ وتمامها: {قالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْها وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنا وَنَكُونَ عَلَيْها مِنَ الشَّاهِدِينَ ...}.

(٢) طه ٢٠/ ٨٩ وتمامها: {أَ فَلا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا وَلا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلا نَفْعاً}.

(٣) البلد ٩٠/ ٧.

(٤) سبأ ٣٤/ ١٤ وتمامها: {... لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ ما لَبِثُوا فِي الْعَذابِ الْمُهِينِ}.

(٥) ينظر الكتاب ٣/ ١٥١، وشرح الرضي ٢/ ٣٦٠، والجنى الداني ٥٦٨، ...

(٦) ينظر الجنى الداني ٥٧٠، ومغني اللبيب ٢٥٣.

(٧) ينظر الجنى الداني ٥٧١، ومغني اللبيب ٢٥٣.