[في (لكن)]
  ومعنى، أو معنى ولم يكن أحدهما منفيا لم يدخل، مثال ذلك: (قام زيد لكنّ عمرا قام)، و (علم زيد لكنّ عمرا عرف)، وإن كان أحدهما منفيا لم يدخل، مثال ذلك: (قام زيد لكنّ عمرا قام)، لو كانا متماثلين لفظا لا معنى جاز إذا فصل المعنى نحو: (ما قام زيد لكنّ عمرا قام)، و (ما علم زيد لكنّ عمرا عرف)، و (القاضي حجر لكنّ قلبه حجر)، وإن كانا متنافيين دخلت باتفاق ولحصول الفائدة سواء كان التنافي بالتضاد (أو)(١) بالنفي نحو: (قام زيد لكنّ عمرا فعل)، و (قام زيد لكن عمرا لم يقم)، وأما المختلفان نحو: (قام زيد لكنّ عمرا كلّ)، فقيل: لا تدخل لأن الاستدراك كالاستثناء، فإذا لم تدخل لم يصح الاستدراك، وقيل: يجوز لأن فيه فائدة زائدة، ولوروده قال تعالى: {وَلَوْ أَراكَهُمْ كَثِيراً لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَلكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ}(٢) وأجيب بأن المعنى ولكنّ اللّه لم يركهم فتفشلوا وتنازعوا، فحذف وأقيم فسلم مقامه.
  قوله: (وتخفف فتلغى)(٣)، وذلك لزوال الاختصاص، ولم يسمع عملها مخففة، وأجاز يونس(٤) والأخفش(٥) قياسا على (أنّ) و (إنّ) و (كأنّ).
(١) الأولى (أم) من (أو) وإن كان يصح ذلك على الرأي الضعيف وهذا كثير في هذه الرسالة. والأقوى استعمال (أم) ينظر همع الهوامع ٥/ ٢٣٧ وما بعدها.
(٢) الأنفال ٨/ ٤٣ وتمامها: {إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنامِكَ قَلِيلًا وَلَوْ أَراكَهُمْ كَثِيراً لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَلكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ}.
(٣) ينظر المفصل ٣٠٠، وشرح الرضي ٢/ ٣٦٠ - ٣٦١، ورصف المباني ٣٤٧، والجنى الداني ٥٨٦.
(٤) ينظر شرح المفصل ٨/ ٨١، والجنى الداني ٥٨٩.
(٥) ينظر شرح الرضي ٢/ ٣٦٠.