النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[حتى]

صفحة 1152 - الجزء 2

  حتى رأسها) أو في معنى الجزء نحو: (قتل الجند حتى دوابهم).

  الثالث قوله: (ليفيد قوة أو ضعفا)⁣(⁣١)، ويدخل في القوة الأعظم والأكثر، وفي الضعف الأحقر والأقل عددا أو قدرة، فالأعظم (مات الناس حتى الأنبياء)، والأكثر (قدم الحاج حتى المشاة)، والأقل قدرة (استنّت الفصال حتى القرعى)⁣(⁣٢)، وإنما شرط هذا لأن ما بعد (حتى) العاطفة داخل، فلا معنى لذكره إلا أن يفيد بخلاف الواو، فإن ما بعدها لا ينطبق على ما قبلها إلا في مواضع التعظيم نحو: {وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكالَ}⁣(⁣٣).

  الرابع: أن لا يكون المعطوف بها إلا مفردا لأنها بمعنى (إلى) في الأصل فلا تدخل إلا ما تدخل عليه (إلى).

  الخامس: أن يكون مختصا، لأنه في الأصل غاية، والغاية لا تكون إلا مخصصة، فتقول: (ضربت القوم حتى زيدا القويّ أو الضعيف) ولا تقول:

  (حتى زيد) وتسكت، إلا أن يكون مفيدا.

  السادس: إنه إذا عطف بها على مجرور أعيد الجار لكي لا يتوهم أنها


(١) قال ابن مالك في شرح التسهيل السفر الثاني ٢/ ٧٣٧: (لا يعطف ب (حتى) إلا بعض أو كبعض، وغاية للمعطوف عليه في زيادة أو نقص فيدخل في الزيادة الأقوى والأعظم والأكثر، ويدخل في النقص الأضعف والأحقر والأقل نحو: (فاق علي - رضي اللّه تعالى عنه - الأبطال حتى عنترة، وعجز في العلم الأذكياء حتى الحكماء، وقصّر عن جوده الغيوث حتى الدّيم).

(٢) ينظر المثل في المستقصى ١/ ١٥٨، ومجمع الأمثال ١/ ٣٣٣، واللسان مادة - (قرع) ٥/ ٣٥٩٤، و (سنن) ٣/ ٢١٢٧، يضرب مثلا للرجل يدخل نفسه في قوم ليس منهم، والقرعى من الفصال التي أصابها قرع - وهو بثر، فإذا استنت الفصال الصحاح مرحا نزت القرعى نزوها، تشبه بها وقد أضعفها القرع عن النزوان، والاستنان النشاط (ينظر اللسان مادة (سنن) واستنت: أي سمنت ونشطت.

(٣) البقرة ٢/ ٩٨ وتمامها: {مَنْ كانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكافِرِينَ}.