النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[ان ومعانيها وموارد استعمالها]

صفحة 1179 - الجزء 2

  [٨٠٧] فما إن طبنا جبن ولكن ... منايانا ودولة آخرينا⁣(⁣١)

  وقال الفراء:(⁣٢) هي النافية دخلت على ما النافية توكيدا لها لا للنفي.

  قوله: (وقلّت مع المصدرية) أي وقلّت زيادة (إن) المكسورة مع (ما) المصدرية، نحو: (انتظرني ما إن جلس القاضي)⁣(⁣٣) أي مدة جلوسه.

  الثالث قوله: (ولمّا) أي وقلّت زيادتها مع لما، نحو: (لما إن جلست جلست). قوله: (وأن) لها معان أربعة، مخففة ومصدرية ومفسرة وزائدة، وزاد الكوفيون⁣(⁣٤) شرطية، فالزائدة في مواضع:

  الأول قوله: (مع لما) نحو: {فَلَمَّا أَنْ جاءَ الْبَشِيرُ}⁣(⁣٥) وهو كثير.

  الثاني قوله: (وبين لو والقسم)⁣(⁣٦) نحو: (واللّه أن لو قمت لقمت)، هذا مذهب سيبويه⁣(⁣٧) وجمهور النحاة، وجعلها السيرافي موطئة للقسم كاللام في: (واللّه لو قمت لأقومن) لا زائدة، وقال أبو حيان:⁣(⁣٨) هي مخففة من


(١) البيت من الوافر، وهو لفروة بن مسيك في شرح أبيات سيبويه ٢/ ١٠٢، وينظر الكتاب ٣/ ١٥٣، والمقتضب ١/ ٥١، والخصائص ٣/ ١٠٨، وشرح المفصل ٨/ ١٢٩، وشرح الرضي ٢/ ٣٨٤، ورصف المباني ١٩٢، والجنى الداني ٣٢٧، والمغني ٣٨، وشرح شواهد المغني ١/ ٨١، وهمع الهوامع ٢/ ١١١، وخزانة الأدب ٤/ ١١٢ - ١١٥.

والشاهد فيه قوله: (ما إن طبنا جبن) حيث زيدت (إن) بعد (ما) توكيدا فكفتها عن العمل.

(٢) ينظر معاني القرآن للفراء ١/ ٣٧٤، والمفصل ٣١٢، وشرحه لابن يعيش ٨/ ١٢٨.

(٣) ينظر المصدر السابق.

(٤) ينظر الجنى ٢٢٣.

(٥) يوسف ١٢/ ٩٦ وتمامها: {... أَلْقاهُ عَلى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيراً ...}.

(٦) ينظر المغني ٥٠.

(٧) ينظر الكتاب ٤/ ٢٢٢.

(٨) ينظر البحر المحيط ٨/ ٣٤٤.