النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

حروف المصدر

صفحة 1189 - الجزء 2

  نحو: {وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ}⁣(⁣١) وفي غير التمني قليل، نحو قوله:

  [٨١٥] ما كان ضرّك لو مننت وربما⁣(⁣٢) ... ...

  وبعض الكوفيين⁣(⁣٣) (الذي) في نحو: {وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خاضُوا}⁣(⁣٤).

  قوله: (فالأولان للفعلية) يعني (ما) و (أن) المخففة تختصان بالجملة الفعلية المتصرفة في سبكها مصدرا، فإن دخلت على الجملة الاسمية أو الفعلية التي لا تتصرف فهي مخففة من الثقيلة لا المصدرية، ودخول (أن) على المضارع أكثر من الماضي، نحو: (أعجبني أن تضرب) و (أن ضربت) وأما الأمر والنهي، نحو: (قلت له أنقم) وقلت له: (ألا يقم) وأجاز سيبويه⁣(⁣٥) والفارسي⁣(⁣٦) دخولها عليهما، ومنعه غيرهما، وأما المصدرية فلا تدخل على فعل غير متصرف، ولا على أمر ولا نهي ولا جملة اسمية، ودخولها على الماضي أفصح من المضارع⁣(⁣٧)، عكس (أن) وأجاز


(١) القلم ٦٨/ ٩.

(٢) صدر بيت من الكامل، وعجزه:

منّ الفتى وهو المغيظ المحنق

وهو لقتيلة بنت النضر في حماسة البحتري ٢٧٦، وينظر الأغاني ١/ ٣٠، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ٩٦٦، وشرح التسهيل لابن مالك السفر الأول ١/ ٣١٣، وشرح الرضي ٢/ ٣٨٧، والجنى الداني ٢٨٨، ومغني اللبيب ٣٥٠، وشرح شواهد المغني ٢/ ٦٤٨، وهمع الهوامع ١/ ٨١، وخزانة الأدب ١١/ ٢٣٩.

والشاهد فيه قوله: (لو مننت) فإنه في تأويل مصدر مرفوع على أنه اسم كان أو فاعل ب (ضرّ) أي ما كان ضرّك منّك.

(٣) ينظر البحر المحيط ٥/ ٧٠.

(٤) التوبة ٩/ ٦٩.

(٥) ينظر الكتاب ٣/ ١٥٥، وشرح الرضي ٢/ ٣٨٦.

(٦) ينظر رأي الفارسي في الهمع ١/ ٢٨٠، وشرح الرضي ٢/ ٣٨٦.

(٧) ينظر شرح الرضي والعبارة منه في ٢/ ٣٨٦ - ٣٨٧ بتصرف.