النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[احكامها]

صفحة 1229 - الجزء 2

  قوله: (وأما إلحاق علامة التثنية والجمعين فضعيف)⁣(⁣١) يعني إذا كان الفعل مسندا إلى ظاهرة فإلحاق علامة التثنية وجمع المذكر والمؤنث، قيل الظاهر ضعيف نحو: (قاما الزيدان) و (قاموا الزيدون) و (قمن الهندات) كعود الضمير إلى غير مذكور متقدم من غير فائدة، وللزوم أن يكون للفعل فاعلان، وإنما ألحقت علامة التأنيث قبل الفاعل بخلاف علامة التثنية والجمعين، لأنك تعرف التثنية والجمعين من لفظ المثنى والمجموع، وقد لا يعلم التأنيث من لفظ المؤنث نحو: (جاءني علّامة نسابه) وأجاز بعضهم إلحاق العلامة في التثنية والجمعين ورواها سيبويه⁣(⁣٢) والبصريون لغة قوم من العرب واحتجوا بقوله تعالى: {وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا}⁣(⁣٣) وقوله: {ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ}⁣(⁣٤) وقولهم:

  (أكلوني البراغيث)⁣(⁣٥)، وقوله:


(١) ينظر شرح شذور الذهب ٢٠٤ وما بعدها، وشرح ابن عقيل ١/ ٤٧٦ وما بعدها.

(٢) ينظر الكتاب ٢/ ٤٥، وشرح ابن عقيل ١/ ٤٨٣.

(٣) الأنبياء ٢١/ ٣ وتمامها: {لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هذا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَ فَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ}.

(٤) المائدة ٧١ وتمامها: {وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُوا وَصَمُّوا ثُمَّ تابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِما يَعْمَلُونَ}.

(٥) ينظر هذا القول في: الكتاب ٣/ ٢٠٩، والأصول ١/ ٧١ ١٣٦ - ١٧٢، وشرح التسهيل السفر الأول ١/ ٤٠٤، ٢/ ٧٠١. قال ابن مالك في شرح التسهيل ٢/ ٧٠١: (إذا تقدم الفعل على المسند إليه فاللغة المشهورة أن لا تلحقه علامة تثنية ولا جمع بل يكون لفظه قبل غير الواحد والواحدة كلفظه قبلها، ومن العرب من يوليه قبل الاثنين ألفا، وقبل المذكرين واوا، وقبل الإناث نونا على أنها حرف مدلول بها على حال الفاعل الآتي قبل أن يأتي ومنها قول بعض العرب: أكلوني البراغيث، وقد تكلم بها النبي ÷ فقال: يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ...).