النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[المرفوعات]

صفحة 191 - الجزء 1

  نحو (ما قام وقعد إلا زيد) و (ما قام وقعد إلا أنت) وأجازه الكسائي مطلقا⁣(⁣١) كما أجازه في التنازع نحو {وَلَقَدْ جاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ}⁣(⁣٢) أي شيء وقوله:

  [٧٤] إذا اكتحلت عيني بعينك مسها ... بخير وجلّى غمرة عن فؤاديا⁣(⁣٣)

  أي الاكتحال، وأما حذفهما⁣(⁣٤) معا وذلك من حصول قرينة، كقولك (أقام زيد) و (أزيد قام) نقول نعم، تقديره، نعم قام زيد، ونعم زيد قام، فلولا ما تقدم من القرينة لم تكن نعم مفيدة، لأنه حرف لا يفيد إلا مع جملة فعلية، أو اسمية⁣(⁣٥)، وينبغي أن يكون المقدر بعدها مطابقا لقرينة الاسمية أو الفعلية، لأن الأولى مطابقة الجواب للسؤال.


(١) ينظر الإنصاف ٢/ ٥٥٠، وشرح التسهيل السفر الثاني تكملة ٢/ ٩١٦ وشرح الرضي ١/ ٧٧.

(٢) الأنعام ٦/ ٣٤، وتمامها: {وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلى ما كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتاهُمْ نَصْرُنا وَلا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ}

(٣) البيت للمجنون وهو من البحر الطويل، ينظر ديوان المجنون ٨٥.

والشاهد فيه قوله: (مسها) ويروى لم تزل ويفوت الاستشهاد بهذه الرواية لأن التقدير مسها الاكتحال كما ذكر الشارح وهو فاعل مقدر.

(٤) في الأصل (حذفها) وهو تحريف.

(٥) ينظر شرح المصنف ٢١، وشرح الرضي ١/ ٧٧ والعبارة مأخوذة من شرح المصنف دون عزو إليه.