النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

وجوب تقديم المبتدأ

صفحة 248 - الجزء 1

  الأول قوله: (إذا كان المبتدأ مشتملا على ماله صدر الكلام) وإنما قال مشتملا ولم يقل له صدر الكلام لعمومه، إذ قد يكون مشتملا على ما له صدر الكلام وليس بصدر، نحو: (غلام من ضربت)؟ والذي له صدر الكلام، ضمير الشأن⁣(⁣١)، والاستفهام، وأسماء الشرط، وكم الخبرية، والمضاف إلى أحدهما، ما خلا ضمير الشأن، فإنه لا يضاف إليه لإبهامه، ولام الابتداء، والنفي، والتعجب، وما خرج مخرج المثل مثاله: {هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}⁣(⁣٢) (ومن جاءك)؟ و (من تكرم أكرم) و (وكم رجل ضربت)؟

  و (غلام من جاءك) و (غلام من تضرب أضرب) و (غلام كم رجل ضربت) و (لزيد قائم)، (ما أحسن زيدا) و (ما زيد قائم)، (وسلام له) و (ويل له).

  قوله: (مثل من أبوك)؟ هذا مثال الاستفهام، قال نجم الدين:⁣(⁣٣) وهذا المثال لا يستقيم إلا على مذهب سيبويه⁣(⁣٤) إنّ (من) مبتدأ و (أبوك) خبره، وعند غيره (من) [في]⁣(⁣٥) هذا المثال خبر، لأن الذي بعدها معرفة⁣(⁣٦)، فيجب أن يكون هو المبتدأ، والمثال المتفق عليه (من قام)؟ و (ما جاء بك) و (أيهم قام)؟


(١) ينظر شرح المصنف ٢٤، وشرح الرضي ١/ ٩٧.

(٢) الإخلاص ١١٢/ ١.

(٣) ينظر شرح الرضي ١/ ٩٧، وشرح التسهيل السفر الأول ١/ ٣٩٥ - ٤٠٠.

(٤) ينظر الكتاب ٢/ ١٦١، وشرح الرضي / ٩٧، وقال ابن مالك والمبتدأ عند سيبويه في نحو (كم مالك؟) كم مع أنه نكرة والخبر مالك مع أنه معرفة، وكذا نحو: (مررت برجل أفضل منه أبوه) أفضل عنده مبتدأ وأبوه خبر، فجعل النكرة مبتدأ والمعرفة خبر. شرح التسهيل السفر الأول ١/ ٤٠١.

(٥) زيادة يقتضيها السياق.

(٦) ينظر شرح المفصل ١/ ٩٨.