النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[المرفوعات]

صفحة 253 - الجزء 1

  وكلام المصنف مستقيم، لأن مراده بالتعلق الذي لا ينفك عنه الخبر، ولاتفاقه فيدخل فيه المضاف وغيره، ولم يرد التعلق الذي يراد في تعلق الحروف والظروف، ولا التعلق المعنوي الذي هو الاستدعاء، وإنما أراد الارتباط اللفظي، قال ركن الدين:⁣(⁣١) ويحتمل أنه أراد بالخبر، الخبر لفظا، وهو الجار والمجرور، وأراد بالتعلق المجرور فلم يقع الإشكال انتهي، فيقال متعلق بكسر اللام، ويعني بالمتعلق جزء الخبر، فقولك (على التمرة) خبر، والمجرور جزؤه، وانتصاب زيد على التمرة، ويجوز رفعه على البدل من (مثلها)، ورفعه ونصب مثلها على أنه مبتدأ، ومثلها صفة له تقدمت عليه فانتصب على الحال نحو (في الدار واقفا رجل).

  قوله: (أو عن أن) يعني أو كان الخبر عن (أنّ) المفتوحة والمشددة، وجب تقديمه لئلا يلتبس بالمكسورة في الصورة، أو ب (أن) التي بمعنى (لعل)، أو لئلا يدخل عليها (إنّ) المكسورة⁣(⁣٢)، فيقال: (إنّ أنك منطلق عندي) وأجازها الأخفش⁣(⁣٣)، قياسا على المصدرية، نحو: {وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ}⁣(⁣٤) أي قياسا في دخول العوامل عليها مثل: {عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضى}⁣(⁣٥) وأما إن وليت المفتوحة المشددة (أمّا) تقدمت باتفاق نحو قوله:

  [١٠٩] دأبى اصطبار وأما أنني جزع ... يوم النوى فلوجد كاد يبرينى⁣(⁣٦)


(١) ينظر رأي ركن الدين في الوافية شرح الكافية ٦٥.

(٢) ينظر شرح المصنف ٢٤ - ٢٥، وشرح الرضي ١/ ١٠٠، وشرح التسهيل السفر الأول ١/ ٤٠٨ - ٤٠٩.

(٣) ينظر الهمع ٢/ ٣٦.

(٤) النساء ٤/ ٢٥.

(٥) المزمل ٧٣/ ٢٠.

(٦) البيت من البسيط، وهو بلا نسبة في شرح التسهيل السفر الأول ١/ ٤٠٩، وينظر مغني =