النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[المرفوعات]

صفحة 257 - الجزء 1

  والأكثر، منهم المصنف⁣(⁣١)، يجعلها أخبارا متعددة في اللفظ ويجعل في كل واحد ضميرا، ومنهم من يكتفي بضمير واحد وبعضهم جعل الثاني صفة للأول، لأن المعنى: حلو فيه حموضة، لأنهما لو كانا خبرين لزم أن المعنى حلو في حال، حامض في حال، قال: لأن الصفة قد توصف نحو (عالم فطن) و (طبيب ماهر) أي فطن في علمه، وماهر في طبه، وضعف هذا القول بأنه يلزم فيه اجتماع الضدين، لو كان المعنى حلاوة حامضة ولا يلزم هذا على القول الأول، لأنهما راجعان إلى الرمان، بعض أجزائه حلو، وبعضه حامض، فكأنه قيل: في جزء منه حلاوة، وفي جزء [و ٣٢] منه حموضة⁣(⁣٢)، وليس قولك: (هذا الفرس أسود أبيض) منه بل هومن المبتدأ المتعدد، نحو (الزيدان عالم وجاهل) كأنك أردت بعضه أبيض وبعضه


(١) ينظر شرح المصنف ٢٥، وأماليه ٢/ ٥٧٩، والرضي ١/ ١٠٠.

(٢) ينظر شرح ابن عقيل ١/ ٢٥٧ وما بعدها، وشرح المفصل ١/ ٩٩، وشرح التسهيل السفر الأول ١/ ٤٤٣ قال ابن مالك في شرح التسهيل في الصفحة ٤٤٢ وما بعدها: تعدد الخبر على ثلاثة أضرب:

أحدهما: أن يتعدد لفظا ومعنى لا لتعدد المخبر عنه مثل الآيتين في سورة البروج.

وكقولك الراجز:

من كان ذابت ...

ثانيها: أن يتعدد لفظا ومعنى لتعدد الخبر عنه حقيقة مثل قول الشاعر:

يداك يد خيرها يرتجى ... وأخرى لأعدائها غائظه

أو لتعدد المخبر عنه حكما كقوله تعالى: {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكاثُرٌ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ}.

ثالثها: أن يتعدد لفظا دون معنى بقيامه مقام خبر واحد في اللفظ والمعنى كقولك: هذا حلو حامض بمعنى مز. وكقولك هو أعسر أيسر بمعنى أضبط، أي عامل بكلتا يديه. انته بتصرف.