دخول الفاء في خبر المبتدأ
  الخبر](١) قد لتقليل تضمن المبتدأ معنى الشرط، لأنه لا يكون إلا مع الإبهام والعموم، لا لتقليل الفاء مع التضمن، فإنها مختارة.
  ودخولها على الخبر واجب، وجائز، وممتنع:
  أما الواجب فمع (أما) نحو (أما زيد فقائم) ولا تحذف إلا لضرورة، كقوله:
  [١١٣] فأما القتال لا قتال لديكمو ... ولكنّ سيرا في عراض المواكب(٢)
  أو لإضمار القول نحو: {فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَ كَفَرْتُمْ}(٣) تقديره (فيقال لهم: أكفرتم)(٤) وإنما وجب الفاء مع (إن) لأن الجزاء جملة اسمية وهي أجنبية فدخلت للربط.
  أما الجائز فحيث ذكر الشيخ(٥).
  قوله: (وذلك الاسم الموصول بفعل أو ظرف، نحو: «الذي يأتي
(١) ما بين حاصرتين زيادة من الكافية المحققة.
(٢) البيت من الطويل، وهو للحارث بن خالد المخزومي في ديوانه ٤٥، ينظر المقتضب ٢/ ٧١، وأمالي ابن الشجري ١/ ٢٨٥، وشرح شواهد الإيضاح ١٠٧، والمقتصد في شرح الإيضاح ١/ ٣٦٦، وشرح التسهيل السفر الأول ١/ ٤٤٦، وشرح الرضي ١/ ١٠١، والجنى الداني ٥٢٤، ومغني اللبيب ٨٠، وشرح شواهد المغني ١/ ١٧٧، وشرح ابن عقيل ٢/ ٣٩١ وهمع الهوامع ٤/ ٣٥٦، وخزانة الأدب ١/ ٤٥٢.
والشاهد فيه قوله: (لا قتال لديكم) حيث حذف الفاء الداخلة على خبر المبتدأ الواقع بعد أما ضرورة. فالقتال مبتدأ، ولا قتال لديكم خبر ويروى المراكب بدل المواكب.
(٣) آل عمران ٣/ ١٠٦.
(٤) ينظر شرح الرضي ١/ ١٠١، وشرح التسهيل السفر الأول ١/ ٤٤٧، وشرح المصنف ص ٢٥، وشرح المفصل ١/ ١٠٠.
(٥) كما في المتن من الكافية المحققة وهي التي ذكرت.