النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

المنادى

صفحة 310 - الجزء 1

  الجملة على الإنشاء⁣(⁣١)، وقيل حرف النداء هو العامل. فقال الفارسي:

  لنيابتها عن الفعل⁣(⁣٢)، وهي حرف وضعف بلزوم اتصال الضمير بها، وبأنها قد تحذف، وهم لا يحذفون العوض والمعوض منه جميعا، وقيل لأنها اسم فعل بدليل تمام الكلام بقولك (يا زيد) ورد بأن من حروف من النداء الهمزة، وليس من أسماء الأفعال [ظ ٣٨] حرف واحد، وبأنه كان يلزم الاقتصار عليه، كأسماء الأفعال.

  قوله: (ويبنى على ما يرفع به) [إن كان مفردا معرفة]⁣(⁣٣) إنما لم يقل على الضم، ليعم علامات الرفع⁣(⁣٤)، وهي الضمة والألف والواو.

  والمنادى ينقسم إلى مبني ومعرب. والمعرب منصوب ومجرور، والمبني له شرطان: أن يكون مفردا ومعرفة، وأراد بالمفرد هنا غير المضاف والمشبه به، دون المثنى والمجموع، وبالمعرفة ما كان معرفة قبل النداء وبعده، وهو النكرة المقصودة.

  قوله: (مثل: يا زيد، ويا رجل، ويا زيدان، ويا زيدون) ف (يا زيد)، مثال المفرد المعرفة، و (يا رجل) النكرة المقصودة، و (يا زيدان) للمثنى، و (يا زيدون) للمجموع، وفيه سؤال وهو، لم بني على حركة؟ ولم خصّ بحركة دون حركة؟ أما لم بني؟ فقال الفراء:⁣(⁣٥) لتضمنه الألف والهاء، لأن أصله


(١) ينظر شرح المفصل ١/ ١٢٧ لابن يعيش.

(٢) ينظر رأي أبي علي الفارسي في شرح المفصل لابن يعيش ١/ ١٢٧ وشرح الرضي ١/ ١٣٢، وهمع الهوامع ٣/ ٣٣.

(٣) ما بين حاصرتين زيادة من الكافية المحققة.

(٤) ينظر شرح الرضي ١/ ١٣٢ فالعبارة منقولة عنه بتصرف يسير.

(٥) ينظر معاني القرآن للفراء ٢/ ٣١٩، وشرح الرضي ١/ ١٢٣.