النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

المنصوبات

صفحة 354 - الجزء 1

  قوله: (وقد يجعل اسما برأسه) هذه اللغة القليلة، فإنهم يجعلون المحذوف نسيا منسيا، والمرخم اسما مستقلا برأسه فيضمونه ويعلّونه ويعاملونه بكل ما يعامل به الاسم المستقل، فيقولون: (يا حار) بالضم و (يا ثمي)⁣(⁣١) بالياء، لأن الواو وإذا تطرفت وقبلها ضمة قلبت ياء والضمة كسرة، و (يا كرا) بالألف، لأنه إذا تحرك حرف العلة وفتح ما قبله قلبت ألفا، وقد استثنى أهل اللغة القوية أشياء غيروها:

  أحدها: ما أزال الترخيم إعلاله ك (قاضيين) و (مصطفين) علما فإنك إذا رخمتهما رجعت الياء والألف فتقول يا (قاضي) و (يا مصطفى) لأن حذفهما إنما كان لعارض لفظي وهو وجود الواو والياء، فلما حذفتا في الترخيم زال الموجب لحذفهما فرجعتا لأنهما قوينا التقدير.

  الثاني: ما أزال جواز سكونه فيجوز (محمّارّ)، ومراده فإنك إذا رخمته بقي (محمار)، براء ساكنة وأدى إلى جمع بين ساكنين من غير شرط، فغيروه، فسر بغيره بالفتح لأنه أقرب إلى الألف، والأكثر يكسرونه على أصل التقاء الساكنين⁣(⁣٢)، وابن الحاجب وجماعة منعوا من هذا التغيير، لأن الاسم الساقط بالترخيم كالمذكور، وهو الصحيح⁣(⁣٣) واللّه أعلم.

  الثالث: حيث يرخم الاسم ويبقى آخره تاء تأنيث فإنهم يقفون عليها


(١) ينظر شرح الرضي ١/ ١٥٥.

(٢) العبارة من قوله: (هذه اللغة ... إلى قوله الساكنين منقولة بتصرف عن شرح المصنف ٣٣، وينظر شرح الرضي ١/ ١٥٤.

(٣) ينظر شرح المصنف ٣٣.