النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

المنصوبات

صفحة 396 - الجزء 1

  للعلمية والتأنيث ومتصرفة لأنك تقول: (أعجبتني غداة يومك).

  قوله: (وشرط نصبه تقدير (في»⁣(⁣١) لأنها إذا لم تقدر وتعدى الفعل بنفسه كان مفعولا به صريحا، وإن ظهرت كان مجرورا، وإلا لزم أن يكون مجرورا أو منصوبا في حالة واحدة، وهو محال. والعامل في الظرف الفعل أو معناه بواسطة الحرف وهو (في) سواء صح ظهورها نحو (صليت مكانك)، أم لم يصح نحو: (صليت عندك) أو (معك) لأن كثيرا من المقدرات العاملة، لا تظهر، كباب النداء، وما أضمر عامله. هذا مذهب البصريين⁣(⁣٢)، وذهب الكوفيون إلى أن ما كان العمل في جميعه نحو (صمت يوما) فهو مفعول به أو مشبها بالمفعول به، والأحسن الرفع، تقول: (الصوم اليوم) وإذا لم يعم فالنصب أولى تقول: (الصلاة اليوم)، وإذا أخبرت عن أيام الأسبوع فالرفع واجب إلا في السبت والجمعة في معنى القطع، والجمعة في معنى الاجتماع. فتقول: الأحد اليوم، والسبت اليوم، والجمعة اليوم بالنصب، وكذلك حفرت وسط الدار بئرا، إذا أردت حفر جميع الوسط، كان مفعولا به وكانت السين مفتوحة، وإن أردت نقطة البيكار كان ظرفا وكانت السين ساكنة⁣(⁣٣).


(١) قال الرضي في شرحه ١/ ١٨٣ - ١٨٤: ويعني أن المفعول فيه ضربان، ما يظهر فيه (في) وما ينتصب بتقديره، وشرط نصبه تقديره، وأما إذا ظهر فلا بد من جره، وهذا خلاف اصطلاح القوم، فإنهم لا يطلقون المفعول فيه إلا على المنصوب بتقدير في فالأولى أن يقال: هو المقدر بفي من زمان أو مكان فعل فيه فعل مذكور ...).

وينظر شرح المصنف ٣٨، وشرح المفصل ٢/ ٤٥، قال المصنف: (لأنها إذا وجدت وجب الخفض بها فإذا حذفت تعدى الفعل فنصب) ٣٨.

(٢) ينظر رأي البصريين والكوفيين في الإنصاف ١/ ٢٤٥ وما بعدها.

(٣) قال المبرد: وتقول: وسط رأسك دهن يا فتى لأنك أخبرت أنه استقر في ذلك الموضع =