النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

المنصوبات

صفحة 410 - الجزء 1

  الأخفش وقوم من الكوفيين: هو معرب إعراب الظرف المحذوف وهو (مع)⁣(⁣١) لأن أصله: استوى الماء مع الخشبة فحذف (مع) ونقل إعرابها إلى ما بعدها، وقال الزجاج:⁣(⁣٢) فعل مقدر بعد الواو، وتقديره وصاحب الخشبة، والذي عليه الجمهور⁣(⁣٣) أنه قبل الواو أو بواستطها، ثم اختلفوا، فقال سيبويه:⁣(⁣٤) لا يعمل إلا الفعل لفظا أو تقديرا، وقال الفارسي وجماعة:⁣(⁣٥) أنه يجوز عمل ما قبل الواو بواستطها بفعل أو شبهه أو معناه، كاسم الفاعل والمفعول والصفة المشبهة والمصدر والجار والمجرور والظرف، واسم الإشارة، كالحال، ولا يقدرون شيئا مع وجود أي هذه.

  ومن عمل اسم الإشارة قوله:

  [٢١٨] ... ... هذا ردائي مطويا وسر بالا⁣(⁣٦)

  ولا يصح تقديم المفعول معه على صاحبه، لا يقال: الخشبة استوى الماء،


(١) ينظر رأي الأخفش ومن معه من الكوفيين في شرح المفصل ٢/ ٤٩، وشرح الرضي ١/ ١٩٥.

(٢) ينظر رأي الزجاج في شرح الرضي ١/ ١٩٥، وشرح المفصل ١/ ٤٩، وشرح التسهيل السفر الأول ٢/ ٨٨٠.

(٣) جمهور البصريين كما أشار الشريف الجرجاني في حاشية الرضي ١/ ١٩٥.

(٤) ينظر الكتاب ١/ ٢٩٧، ٢٩٨.

(٥) ينظر شرح التسهيل السفر الأول ٢/ ٨٧٨ وما بعدها.

(٦) عجز بيت من البسيط وصدره:

لا تحبسنّك أثوابي فقد جمعت

وهو بلا نسبة في شرح التسهيل السفر الأول ٢/ ٨٧٩، والمقاصد النحوية ٣/ ٨٦، وشرح الأشموني ١/ ٢٢٤، والأشباه والنظائر ٧/ ٧٦، وهمع الهوامع ٣/ ٢٣٨.

ويروى مطريا بدل مطويا.

والشاهد فيه قوله: (وسر بالا) مفعولا معه وعامله مطويا وأجاز أبو علي الفارسي أن يكون عامله اسم الإشارة هذا.